بين ليلة وضحاها تحوّل وزير الداخلية نهاد المشنوق من سبب الشرخ والتباعد بين أهالي طرابلس وعكار وتيار المستقبل ، إلى همزة الوصل ليس فقط على صعيد التيار وإنما على صعيد الوطن ...

فما حمله ملف النفايات من إنقسام نيابي داخل الكتلة الزرقاء ومن "قيامة" شمالية ضد بعض سياسي المستقبل الذين أرادوا تحويل المدينة لمزبلة ، دفع الحريري إلى مراجعة خطوات تياره وإلى محاولة تحويل العقدة إلى حل ، وما كان سبباً للتباعد إلى وسيلة تقارب ...

فإجتماع نهاد المشنوق مع الحريري في فرنسا الأسبوع الماضي ، تخلله إضاءة على كل الأمور لا سيما أزمة النفايات ومحاولة لردم الهوة بين نواب بيروت وعكار وإيجاد مخرج !

 

هذا الإجتماع تترجم بزيارة للمشنوق لعكار ، هذه الزيارة حوّلت نهاد من "جلاد رومية" و "مكسر عصا السنة" لمنقذ للأزمة ...

 

تعاطي وزير الداخلية نهاد المشنوق مع الفعاليات بحكمة و روية ، وزيارته التي اتسمت بالإتزان والديبلوماسية والتعاطي الجدي مع الأزمة ، أبرزت ثمارها ، فحتى النائب معين المرعبي الرافض الأول لفكرة إنشاء مطمر والمنتقد لسياسة المشنوق السابقة ، نراه قد توصّل معه إلى اتفاق يخرج بيروت من أزمتها ، بعد الإيضاح أن نقل النفايات لا طائفياً ولا مناطقياً ولا مذهبياً وإنما هو مشكلة وطنية بحتة وعلى كل الاطراف التعاون بها ...

 

ويبدو أنّ وزير الداخلية قد إعترف خلال زيارته بحق عكار بمشاريع إنمائية ، وهذا ما سهّل مهمته في امتصاص الغضب العكاري وتحويله لتوافق وقبول ولكن بشروط وضمانات من إنشاء المطمر وفق مواصفات عالمية وبإشراف شركات دولية لتأمين فرص عمل للشباب ..

 

نهاد المشنوق "نجح" ، وبعد أن كان المنبوذ على صعيد طرابلس وعكار أصبح المرحب به وتعلق له اليافطات ..

وعلى الرغم من النقد اللاذع الذي وجهه النائب خالد الضاهر له وزيارته ، إلا أنه لا يختلف اثنان أن وزير الداخلية بحنكته تمكن من إقناع العكاريين بما فشل به كل سياسي لبنان ..