من سخرية الأمر أنّه حتى وبأمر "بيئي" ويتعلق بشأن المدينة نجد أنّ طرابلس مقسومة في معالجته ، فمشكلة النفايات التي تأتي من خارج المدينة لترمى بها ، والتي تستهدف تحويل الفيحاء لمكب هي مشكلة جامعة ليست محسوبة ، وكذلك سائر المشكلات من الفساد للسرقة للخطف ...

ولكن ما يشعرك فعلياً باليأس من هذه التحركات هو تعددها وفراغها ، و عدم إمكانية قيام تحرك واحد جامع وفعلي ، منتفض ضد مشاكل تتربص بطرابلس  ..

البارحة أقيم تحرك أمام سرايا طرابلس للإعتراض على تحويل الفيحاء لمكب ، عدد الحضور "خجول" إذ لا مؤمن بجدية هذه المبادرات ، ويوم الإثنين كذلك عند الساعة الخامسة هناك تحركاً آخر ضد الفساد والنفايات والسرقة ...

وبحسب توقعاتي فإنّ المتحمسين كذلك لحراك الإثنين "معدودين" ...

كلا التحركين منفصلين تماماً ، وكأنّ طرابلس "شرقية وغربية" ...

وكأنّه حتى في الشأن المدني والبيئي أصبح  هناك محاصصات ومزايدات !

للأسف ... إن هذا التفكك وهذا الضعف الذي يولده تعدد الحراكات وإنفصالها ، يجعل من كل إعتصام " وقفة وتزقيف وشعارات طنانة "

 

ولكن بغض النظر عن هذا الإنقسام في التحركات فإن ما يلفت أكثر في تحرك البارحة والذي لا بد لنا من التوقف عنده هو ما تم تداوله عن المحافظ  ، ففضلاً عن الجو غير الإيجابي الذي أخبر عنه المجتمعون ، نجد المقترحات التي سردها المحافظ ومنها أن يحمل أعضاء المجتمع المدني السلاح لحماية طرابلس من شاحنات النفايات ؟ّ

هذا الإقتراح سابقة كارثية ويظهر العجز في معالجة الأمور ؟

فإن كان لا المحافظ ولا البلدية يستطيعون حماية بيئة طرابلس ولا القوى الأمنية ... فعلى الدنيا السلام ؟ّ