قالت أوساط بارزة في قوى 14 آذار إنّ رفض نصرالله وجود «طائفة قائدة» أو «حزب قائد» داخل الدولة «يشَكّل عين الصواب، كون لبنان لا يقوم سوى على الشراكة بين كلّ المكوّنات اللبنانية». ودعت نصرالله إلى «ترجمة كلامه بتسليم «حزب الله» سلاحَه للدولة من أجل أن تتساوى كلّ هذه المكوّنات تحت سقف الدولة اللبنانية، الأمر غير القائم اليوم بسبب إصرار الحزب على تمييز نفسه تحت عنوان المقاومة، وما يَحول دون قيام الدولة وتحقيق الشراكة.
 
ولمسَت الأوساط وجود تحَوّل في موقف نصرالله من الانتخابات الرئاسية، حيث انتقلَ مِن اعتبار عون هو المرشّح الوحيد إلى اعتبارِه الممرّ الإلزامي للانتخابات الرئاسية، وربَطت هذا التطوّر في الموقف بزيارة ظريف الأخيرة للبنان و«كلمة السر» التي سَلّمها للأمين العام لـ«حزب الله».
 
ورأت أنّ الكرة أصبحَت اليوم في ملعب عون الذي عليه أن يلتقطَ هذه الإشارة وأن يلعبَ دوره كناخب رئيسي أو ممرّ إلزامي قبل فوات الأوان، ويكون مجرّد شاهد على وصول الرئيس الجديد.
 
وقالت إنّ كلام نصرالله «يُثبت أنّ إيران ما بَعد النووي هي غيرُها ما قبل هذا الاتفاق، والدليل المبادرة التي أطلقَتها حيال الأزمة السورية، ومِن الواضح أنّها أرادت أن توَجّه للغرب رسالةَ حسنِ نيّةٍ من بيروت بتحريك الملفّ الرئاسي الذي يشَكّل تحريكاً لكلّ المؤسسات الدستورية».
 
ووضَعت الأوساط نفسُها كلامَ نصرالله الداعم لعون والرافض كسرَه «في سياق الدعم المعنوي الذي لم يُترجَم رئاسياً ولا عسكرياً»، وقالت: إنّ أحداً لا يريد كسرَ عون، بل هو من أطلقَ هذا الشعار بغية أن يتحوّل ضحية، كما أنّه هو مَن بادرَ إلى فتح مواجهةٍ مع كلّ القوى السياسية وفي طليعتها 8 آذار تحت العنوان العسكري، وبالتالي لم يقدِّر اللحظة السياسية والفراغ الرئاسي والدور الذي يلعبه الجيش اللبناني في حفظ الاستقرار في الداخل وعلى الحدود».