من قال أن الجنوب سيد الهدوء باعتبار أنه بعيد كل البعد عن التجاذبات الطائفية فهو مخطئ إذ أن الإنقسامات الحزبية إستطاعت أن تظهر الجنوب وخصوصا مدينة النبطية بأنه ضحية نفايات "حركة أمل" و"حزب الله".

حتى الآن، لا زالت النبطية غارقة في نفاياتها وباتت الروائح لا تحتمل، فوجه المواطنون صرخة الغوث من فساد إستفحل في نظام الأحزاب ولأجل غايات شخصية ومناقصات، تم رمي أولوية صحة المواطن  خلف ظهورهم.

فبعد أن أقفل أهالي الكفور المكب ومنعوا نقل نفايات النبطية والبلدات المجاورة إلى هذا المكب أصبحت كل بلدة تتخلص من النفايات ضمن عقارها لكن ما السبب الذي يمنع حتى الآن تنظيم حزبي إشتهر بسيطرته على بلدات الجنوب من إيجاد حل لهكذا أزمة قد تكون بسيطة نظرا لما مر به من أزمات؟

لكن المصالح والموارد المالية التي قد تعود على كلا الحزبين إن كان لـ"حركة أمل" و "حزب الله"، كفيلة بإشعال فتيل آخر من الخلافات الممتدة من بداية تدخل حزب الله بأمور لا تعنيه وصولا إلى السيطرة على ملف المناقصات التي رست على شركة "معمار" المقربة من حزب الله.

هذا الأمر دفع بحركة أمل إلى معارضة الأمر فالأولوية للشركة المقربة منها ألا وهي "يامن"، فكيف يكون رئيس بلديات إتحاد الشقيف تابع لحركة أمل وتكون الشركة المعتمدة هي لحزب الله؟

هذه القصة باختصار، جعلت النبطية تترنح بين طرفي نزاع كل واحد منهما يرى الأفضلية له دون أن ينظر أي أحد لحال النبطية التي إضطر  سكانها إلى إقفال محالهم نظرا لمستنقع النفايات كما إضطر بعض التجار إلى عدم الذهاب إلى سوق الإثنين الشهير نظرا لأكوام النفايات التي أقفلت جوانب الطرقات.

وبعد أن وجد المواطنون أن لا جهة تهتم لمطالبهم ولا أحد يحاول إيجاد الحلول من أجل سلامتهم، دعا لقاء الأندية والجمعيات المدنية وهيئات المجتمع المدني للمشاركة في الإعتصام الشعبي الذي سيقام أمام السراي الحكومي عند الساعة الحادية عشرة صباحاً من يوم الثلاثاء الواقع في 11/8/2015، علهم بذلك يوصلون أصواتهم التي تأبى الأحزاب سماعها .

 

ختاما، يبقى المواطن ضحية خلافات حزبية، وبعد أن جئنا "بالدب إلى كرمنا " نحتج اليوم عليه ونحاسبه لكن السؤال الذي دائما ما نطرحه "عند الإنتخابات، هل سنعيد إنتخاب الدب على أساس حزبي، متناسين بذلك ما فعلوه بنا اليوم؟