ستون عاماً من هوية الإستقلال في لبنان وما زال الشعب اللبناني لم يعرف خلال تلك الهوية ، سوى فتراتٍ قصيرة جداً قد لا تتجاوز بضع سنوات من الإستقرار والسلم الأهلي ، وربما الوضع الإقتصادي والإجتماعي ...

وما زال الوضع السياسي في مكانه يُراوح ، إن لم يكن إلى حالةٍ أسوأ مما كانت عليه ، وما زالت تجلب الويلات والمآسي ، وخصوصاً أحزابه المستأثرة على هوية الإستقلال والشارع والسيطرة على مقدرات الشعب ومقدرات الدولة تحت عناوين ومسميات قد لا يكون لها مفهوماً في القاموس العربي والإسلامي ، سوى رفع شعارات وأوصاف وألقاب ..

بإختصار يمكن التعبير عنه بأنه نموذج حقيقي وفعلي للإستهتار بكرامة الشعب اللبناني ، والإستغلال الرخيص والمتدني لكل المظاهرات والشعارات الرخيصة والمسطحة بما يسمُّونه (الكرامة- العزَّة-الحرية-السيادة- الإستقلال) ...

دائماً بهذه العناوين يطربون بها "الآذاريون" من جماعتي-8/و 14/ آذان اللبنانيين في كل يوم وفي كل مناسبة، ويتوافقون على الصمت والمقايضة وتغطية الجرائم والفساد التي تعبث في لبنان منذ ما يسمَّى بإتفاق الطائف بعد 17 سنة من الحروب والقتل والدمار والفقر والبلاء ،وما زال مسلسل التخريب والنهب والسرقة وتقوية مزارع الأحزاب على مقدرات الدولة والشعب ، والحرمان من الكهرباء والماء والضمان الصحي والإجتماعي وعدم الإستقرار الأمني ، وما زالت عاصمة لبنان غارقة في الفوضى والقُمامة فضلاً عن جنوبها وشمالها ..

أمام هذه الأوضاع إنه حقاً هو مأساةٌ يجب تسجيلها في مجموعة"غينيس" كنموذج عالمي للهدر والسرقة والفشل الإداري والسياسي، ولا مانع من ضميمة رجال الدين الذين يغطونهم ويفتونهم ويحرِّضون على القتل ، لتغطية هذه المآسي التي لم نعرف ونشاهد مثلها في أي بلدٍ من بلدان العالم بما فيها بلاد (الموز والبطاطا) وبلاد الواق- واق ...

هنا لم يبقَ أمام اللبنانيين إلا أن يقوموا وبشكلٍ علنيٍ وصريحٍ بالإفصاح عن رفضهم لهذا الإستخفاف والإستغلال والإستهتار بهم وبحياتهم وحياة أبنائهم ومصيرهم ، وأن يتقدَّموا بدعوى إلى مجلس الأمن بإنشاء محكمة دولية لإتخاذ قرار حيال هذه المآسي ، وذلك لأنَّ مجلس الأمن هو الجهة المخوَّلة بإنشاء مثل هذه المحاكم ، كما حدث بالنسبة لإنشاء محكمة جرائم القتل والجرائم الدولية..

أيها اللبنانيون يا شعب لبنان العظيم إنّ حدوث مثل هذه الخطوة قد تُعدُّ أمراً مهماً وتطوراً عقلانياً على المستوى الدولي لمحاربة الفاسدين والمفسدين ولمعاقبة فقهاء القتل من السياسيين والدينيين والمتآمرين على هدر الكرامات والحقوق تارةً بإسم مصلحة لبنان وشعبه، وتارةً أخرى بإسم مصلحة الدين والوطن والدولة .