أكد النائب البطريركي المطران سمير مظلوم في عظته خلال تنظيم جمعية "انصار الوطن"، قداسا في بازيليك سيدة لبنان - حريصا لراحة أنفس شهداء الجيش الذين سقطوا في ساحات الشرف، ولمناسبة الذكرى السنوية الأولى للتصدي للارهاب في عرسال، أن "احتفالنا يأتي في ظروف صعبة جدا تمر بها بلادنا ومنطقة الشرق الأوسط بكاملها، وقد حفلت السنة المنصرمة بأحداث عديدة تركت بصماتها في حياة هذه البلاد ومستقبلها"، مشيراً الى أنه على الصعيد السياسي يعاني لبنان من فراغ في سدة رئاسة الجمهورية منذ أربعة عشر شهرا، إذ لم يتمكن المجلس النيابي من انتخاب رئيس جديد للجمهورية، منذ نهاية ولاية الرئيس السابق ميشال سليمان، في الخامس والعشرين من شهر أيار سنة 2014، وهذا الفراغ أصاب معظم المؤسسات الدستورية بشلل شبه كامل فلا المجلس النيابي يقوم بمهماته التشريعية أو الرقابية كما يجب، ولا الحكومة تقوم بواجبها في أخذ القرارات اللازمة للحفاظ على الوطن، ولتأمين مصالح الشعب، وللحد من الفساد المستشري في الإدارة والمجتمع على كل الأصعدة، ولمعالجة الأزمات الإقتصادية والإجتماعية التي تهدد استقرار الوطن واستمرار المواطنين. ولفت المطران مظلوم الى أنه "على الصعيد الأمني، فقد مرت سنة كاملة على معركة عرسال، وعلى غياب عشرات العسكريين من الجيش والقوى الأمنية الذين غدرت بهم منظمات إرهابية تكفيرية واقتادتهم رهائن لديها، ولم تستطع الدولة اللبنانية تحريرهم وإعادتهم الى عيالهم ومؤسساتهم العسكرية سالمين وموفوري الكرامة، كما أن الضباط الجدد الذين تخرجوا من المدرسة الحربية لم يتمكنوا من تسلم السيوف من يد رئيس الجمهورية لتكتمل فرحتهم، وما زالت الحرب المشتعلة وراء الحدود تلقي بظلالها على المدن والقرى اللبنانية الحدودية، وتشكل تهديدا مستمرا للأمن فيها وفي سائر المناطق، لولا تصدي الجيش اللبناني لها بحكمة قيادته، وشجاعة ضباطه وجنوده، واستبسالهم في الدفاع عن قدسية الأرض والقضية"، موضحاً أن "جمعية أنصار الوطن"، فقد امتحنت هذه السنة بفقد مؤسسها ورئيسها  الراحل ميشال الحاج، الذي قاوم المرض شهورا طويلة، بإيمان وصبر وشجاعة قل نظيرها، وقد ترك لرفاقه ولجميع اللبنانيين إرثا ثمينا من روح التجرد والوطنية الصادقة، ومن محبة الوطن والجيش والتضحية في سبيلهما بدون حساب، ومن العمل الدؤوب على التقارب بين الجيش والمجتمع المدني، وبناء الديمقراطية الصحيحة، البعيدة عن المصالح الخاصة وروح التفرقة الطائفية او المذهبية او الإيديولوجية أيا تكن.