الرياضة أخلاق.. والرياضة علاج للروح والجسد.. عبارة نسمعها ونؤمن فيها، لكننا محرومون من تطبيقها.
كرة القدم اللبنانية حكاية حزينة.. حكاية أحزاب.. حكاية طوائف.. حكاية تحزن كل شخص يعشق اللعبة ويعشق بلده.
في أي بلد من العالم تجد الرياضة بعيدة كل البعد عن السياسة إلا في لبنان، فهذه هي حكاية مثل حكاية «إبريق الزيت»» التي لا نهاية لها ولا حل.
إن ما يلفتني الآن وما أردت التحدث عنه هو موضوع أحد الأندية العريقة في لبنان، فريق «الإخاء الأهلي» عاليه، الذي قدّم الكثير وضحّى بالكثير ولم يجد إلا القليل.
هذا النادي يضم أعضاء من طوائف متعددة وله جمهور خلوق يحضر من كل المناطق ليهتف بصوت واحد «إخاء».
لن أتحدّث عن تاريخ «الإخاء» فهناك الكثير من القدماء المؤسسين قادرون على التحدث عن ذلك وعن تاريخهم معه.
كشباب في النادي وكشباب عاليه، والقضاء من حقنا أن نعلم عن الخطوات المتعلقة به.
«الإخاء»، كان الممثل الوحيد لجبل لبنان في الدرجة الأولى، نريد أن نعلم من يتخذ القرارات حيال اللاعبين وتعيين المدربين؟ و لماذا لا يسأل أحد ويحاسب عن السبب الذي أدّى إلى هبوط الفريق إلى الدرجة الثانية؟ ومن أين تأتي المساعدات وأين بلدية عاليه والبلديات الأخرى في القضاء من هذا الأمر ومن المساعدات المادية والمعنوية المتعلقة بالفريق؟
هل سيبقى «الإخاء» يلعب في ملعب أمين عبد النور في بحمدون؟ علماً أن النادي لديه ملعب في عقر داره؟
أسئلة كثيرة ننتظر أجوبة عليها، واعتقد أنه من حقنا كمعجَبين ومحبين ومشجعين لكرة القدم وللفريق أن نعرف ماذا حصل ولا يزال يحصل، وماذا ينتظرنا في المستقبل أو ينتظر الفريق؟
يجب توضيح الأمور، فالخوف من أن نفقد الفريق بات هم الجميع، لأن هدفنا كجمهور ليس فقط العودة إلى الدرجة الأولى، هدفنا هو اللعب الجميل والصحيح المليء بالمنافسة التي تكللها الأخلاق.
هدفنا المنافسة الشريفة المليئة بالروح الرياضية للوصول الى القمة، أهل القمة ولمَ لا؟.. ما الذي يمنعنا من الوصول إلى آسيا لرفع اسم لبنان عالياً ولنثبت أن «الإخاء» هو قصة نجاح.
حماس وحزن يأتيان من غصة في القلب لمعرفتنا بقيمة وكمية الجهد والتعب الذي بذل في بدايات التأسيس ونرفض أن يصبح ذلك هباء ويعود «الإخاء» ويتقهقر إلى الوراء.
صحيح أن هناك الكثير من الأخطاء ارتكبت في حقنا، ومن قبلنا لكن من المؤكد أنه بالإصرار والجهد والإيمان بقدرات النادي وبدعم المؤهلين والمشجعين وبوجود إدارة لديها القدرة على اختيار اللاعبين وتتمتع بالمعرفة بتقنيات اللعبة وبقواعدها سنحافظ على النادي وعلى الفريق، وسنسترجع عز «الإخاء»، لأنه لدى النادي جمهور لا يعرف الاستسلام وهو حاضر لتقديم الدعم بكل أشكاله.
وأخيراً أختم بنداء أخير.. دعوا الفكر لأهل الفكر فلكل عمل ووظيفة أربابها، فلا يتدخل أحد بشيء غير ملمٍّ به ولا يبدي رأياً ليس متأكداً منه، لا نريد أن ندمّر بل نعمّر.
أخيراً، إن هذا الوطن لن يصحو من غفوته ولن يتطور شعبه طالما دخلت المحسوبيات السياسية وغيرها في كل شق من شقوق مصالحه ومؤسساته. فلنستفد من الخبرة القريبة بالوقوف يداً واحدة بعيدة عن الطوائف والسياسة والأحزاب، فلنقف ونهتف لفريق واحد لوطن واحد لمصلحة واحدة تجمع ولا تفرق.
ولا زلنا نأمل ولا بدّ أن نفعل.