داني حداد يُعرف عن رئيس حزب القوات اللبنانيّة سمير جعجع متابعته لأخبار الفنّ وجديد إصدارات بعض الفنّانين. يعود الأمر الى أنّ قراءاته في السجن كانت حصّة الجزء الأكبر منها فنيّة. أما رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون فذوقه يقتصر على زمن الفنّ الجميل، ولا يتابع من جديد الفنّانين سوى ما يُنشد له تكريماً في حفلات "التيّار". الرجلان اللذان اختلفا سياسيّاً وعسكريّاً، وبلغ اختلافهما المجال الفنّي أيضاً، ستجمعهما قريباً أغنية تكلّل بدء مرحلةٍ جديدة في العلاقة بينهما، ليحلّ صوتٌ جميل مكان أصوات النشاز التي علت على هامش الصراع الطويل بينهما.   بدأ الأمر بتغريدات عبر "تويتر" واكب عبرها الفنّان زين العمر التقارب بين "التيّار" و"القوّات" المتمثّل بالنائب ابراهيم كنعان ورئيس جهاز الإعلام والتواصل في "القوات" ملحم الرياشي. "حركش" زين، فبادر الرياشي وكتب أغنية يقول مطلعها: "كنت وكان عايش معي خيّي بنفس العمر والأوضة نفس الهمّ والحب والأصحاب منلحق الطرقات إيدي بإيدو منقطف شجر من هون وفوق التخت صورة بشير وسمير وعون".   تروي الأغنية، التي باتت في عهدة زين العمر منذ حوالى أسبوع، قصّة شقيقين، ينتمي أحدهما الى "التيّار" والآخر الى "القوّات". سمعها الفنّان المعروف بمناصرة القضايا الوطنيّة فتأثّر وجعل منها قضيّته الجديدة. أدمعت عيناه عند عبارة "إمّي قالتلي دخيلك خيّك أوعا خيّك". يتحدّث زين العمر لموقع الـ mtv بحماسةٍ شديدة عن الأغنية التي سينتهي الملحن جهاد حدشيتي من تلحينها في غضون أيّامٍ قليلة. يقول إنّ الأغنية، كلاماً ولحناً، تشكّل عملاً فنيّاً ووطنيّاً يحمل بصمة. ويلفت الى أنّها تختصر ما شهده الشارع المسيحي من انقسامات، وتتضمّن رسالة مفادها أنّنا نريد أن نربّي أولادنا والأجيال القادمة من دون ذلّ وتشرذم.   لم يتردّد زين العمر في إنشاد الأغنية حين سمع كلامها. يقول: سأغنّي من قلبي ومن قناعاتي. لطالما ردّدت في مقابلاتي بأنّ الخلاف بين الفريقين يجب ألا يستمرّ. وأتمنّى على من لم يقتنع حتى الآن من مناصريهما أن يشرّع قلبه للمحبّة. لقد دفعنا ثمناً باهظاً لهذا الصراع وآن أوان تتويج المصالحة بينهما بأغنية من كلمات الأستاذ ملحم الرياشي وغنائي، وإن شاء الله نكمل الرسالة أيضاً مع الأستاذ ابراهيم كنعان أحد أكثر الساعين لإعادة اللحمة بين جمهورَي "التيّار" و"القوّات".   يبدو صاحب أغنية "ساكت ما بدّك تحكي" مزهوّاً بعمله الجديد الذي سيسلك مساره، بعد إنجاز اللحن، نحو الاستديو ليصوَّر بعدها على طريقة الفيديو كليب. نحن أمام عملٍ يختلف عن السائد من الأعمال الفنيّة. لحنٌ يختم مرحلةً وجرحاً، ليفتح نافذةً على مستقبل، بصوت زين العمر. ومن يدري، قد تجمع الأغنية ميشال عون وسمير جعجع لينشداها معاً ذات يوم. من فرّقتهما السياسة، ربما يجمعهما "ديو" غنائي... يبقى نشاز الأصوات أفضل من نشاز القصفَين، المدفعي والكلامي.