يشهد تعلق الناس بهواتفهم الذكية ازدياداً ملحوظاً بحيث بات الغالبية يتفقدون هواتفهم مراراً خلال دقائق معدودة، ويتجاهلون وإن عن غير قصد، الأشخاص الموجودين معهم.

وحاول الخبير لاري روزن، في مقالة نشرها بموقع "سايكولوجي توداي"، التدقيق في السبب الذي يجعل من الصعب لا بل المستحيل على الشخص ان يرفع عينيه عن هاتفه، متسائلاً إن كان هذا الأمر يعد إدماناً أو هوساً؟

ولفت روزن، إلى انه عمد طوال أكثر من 3 عقود، إلى دراة التأثير النفسي للتكنولوجيا، فلاحظ إلى بروز أشياء بحسب نسبة استخدامها، مثل الراديو الذي استغرق 38 سنة قبل أن يستخدمه 50 مليون شخص، والتلفون الذي استغرق 20 سنة والتلفزيون (13 سنة).

وأشار إلى ان الملاحظ ان الإنترنت وتصفح المواقع الإلكترونية تغلغل في المجتمعات خلال أقل من 4 سنوات، تماماً كما المراسلة الإلكترونية والقصيرة، واستخدام الآيبود، وقد غيرت مواقع التواصل الاجتماعي اللعبة وأخذت ألعاب ومواقع جديدة تجتاح المجتمعات خلال أشهر معدودة.

وذكر ان التطبيقات التي يمكن تنزيلها على هواتف آيفون مثلاً تنتشر ويتخطى عدد مستخدميا الـ50 مليوناً فور توفرها أمام العلن.

واستند روزن إلى تدقيقه في ما يحصل ليقول ان عدم تمكننا من إبعاد أجهزتنا عن نظرنا يحصل في أدمغتنا وأذهاننا.

وأوضح ان مجرد نظرة قصيرة إلى الهاتف تثير شعوراً بالسعادة والراحة، من انه لم يتم تفويت أي شيء ومن ان ما من أحد يستمتع بوقته في غيابك، أو لمجرد كونك أول شخص يعبر عن إعجابه أو رفضه لشيء ينشر.

وذكر ان ثمة عمليتان مختلفتان تحصلان، فعند القيام بالنشاط واختبار لذة أو رضا بعد لذلك، والرغبة بعدها بتكرار الأمر لاختبار الشعور عينه من جديد، فهذا يسمى إدماناً.

وأضاف روزن، انه إذا كان الشخص يقوم بالنشاط ويشعر بالراحة عند عدم تفويت أي شيء من حوله، أو لكونه أول من يعبر عن رأيه في شيء ما، فهذا دليل على الهوس.

وشدد على ان الهوس لا يبنى على كيمياء الدماغ التي تنتج شعوراً جسدياً باللذة، بل على القيام بشيء يخفف الشعور بالقلق.

وذكر ان ثمة تفسيراً ثالثً للإكثار من النظر غلى الهاتف، وهو استخدامه كدرع لتفادي التواصل مع الأشخاص الحقيقيين من حولنا، وهذا يمكن أن يعد "رهاباً اجتماعياً"، ولكن لا بد من إجراء مزيد من الأبحاث والدراسات لإثباته.

وختم روزن بالدعوة إلى التنبه إلى ما يدفع لحمل الهاتف، بغية كشف كل ما يعطي الانطباع بأنه أهم من الأشخاص من حولنا.