شكلت جريمة حرق الطفل الفلسطيني الرضيع علي سعد دوابشة، وجهاً جديداً من وجوه الجنون الإسرائيلي المتصاعد ولا سيما بعد توقيع الإتفاق النووي بين إيران والدول الكبرى والذي اعتبر ضربة قاسية لكل المشاريع الصهيونية لإشعال حرب في المنطقة.

فقد لوحظ أنّه منذ توقيع الإتفاق حول الملف النووي الإيراني ، والصهاينة سواء على المستوى الرسمي أو الشعبي وهم في حالة من الاستنفار والجنون ، ففي المسجد الأقصى عمد المستوطنون إلى المطالبة بالسماح لهم بالإقامة داخل المسجد لعدة أيام ومنع الفلسطينيين من الدخول إليه وحصلت مواجهات دامية بين الجيش الإسرائيلي وأبناء الشعب الفلسطيني خلال الأيام الماضية وتصاعدت الطروحات الصهيونية بالدعوة لتدمير المسجد الأقصى وأنّ من يقوم بتدميره ويقيم هيكل سليمان سيكون المسيح المخلص.

وبموازة ذلك تصاعد التدخل العسكري الإسرائيلي في الأزمة السورية من خلال سلسلة الغارات ضد مناطق الزبداني والقنيطرة مما أدى لسقوط عدد من الشهداء وكانت مصادر اسرائيلية قد أشارت إلى أنّ الغارة على القنيطرة كانت تستهدف الأسير المحرر سمير القنطار ومن الواضح أن هذا التصعيد يهدف لجرّ المنطقة إلى حرب واسعة كرد على الإتفاق النووي وقبل الموافقة النهائية على الإتفاق من قبل مجلس الكونغرس الأميركي ومجلس الشورى الإيراني وقبل البدء بتطبيقه العملاني، وكأن الصهاينة يريدون قلب الطاولة على الجميع .

وجاءت جريمة حرق وقتل الطفل الرضيع علي سعد دوابشة مع عائلته من قبل المستوطنين الصهاينة لتكشف عن حالة الجنون التي وصل إليها الصهاينة والتي ستزداد شراسة في المرحلة المقبلة لأنّ هناك شعور لدى الصهاينة أنّه في المرحلة المقبلة ستتراجع مكانة الكيان الصهيوني على الصعيد الدولي لحساب إيران .

 كما ستزداد العزلة الدولية لهذا الكيان لذا يجب تصعيد الأوضاع الامنية والإستيطانية ودفع الامور نحو الجنون.

لكن هل يمكن السكوت عن هذه الجرائم والإكتفاء بالحملات الإعلامية وتقديم الشكوى إن لمجلس الأمن أو المحكمة الجنائية أو الإكتفاء بردود الفعل والإستنكارات فقط؟.

 إنّ الصهاينة لا يمكن أن يتوقفوا عن جنونهم وجرائمهم  إلا إذا تمّ الرد عليهم بالعمل المقاوم وهذه هي الأولوية في المرحلة المقبلة خصوصاً داخل الأراضي الفلسطينية، فيجب أن تدرك الحكومة الصهيونية والمستوطنون والجيش الصهيوني أنّ عمليات التصعيد والجنون الصهيوني لا يمكن أن تمر مرور الكرام.

فهنيئاً للطفل الشهيد علي دوابشة شهادته ولكن هذه الجريمة يجب أن لا تمر دون عقاب.