من غرق العاصمة بنفاياتها ، إلى قرارات حكومية بنقل القمامة المتكدسة لمطامر في مناطق مختلفة خارج بيروت ، دخلت المدينة في حالة من الفوضى تخللها قطع طرقات وإحراق دواليب و فلتان أمني ؟

 

أزمة النفايات لم تتحرك الآن عن طريق المصادفة ، وإنّما هي خطة مدروسة لإغراق البلد في حالة من التفتت والإنقلاب ، فوضع عكار والإقليم في قائمة المطامر المؤقتة إنّما هو لإثارة حفيظة هذه المناطق ضد الحكومة وضد قراراتها وهيبتها ...

فمن لم يستطع إسقاط سلام والحكومة بالسياسة والتظاهرات ، أمامه الفرصة لإسقاطها بأزمة النفايات ، حيث أنّنا وبالرغم من كل الظروف السابقة لم نسمع كثافة اصوات مطالبة بإستقالة الحكومة كالتي نسمعها اليوم ، هذه الأصوات التي ذهبت إلى اعتبارها "حكومة زبالة" نظراً للتقاعس وللتهاون في التعامل مع هذا الملف ...

 

وممّا لا شكّ فيه أنّ أزمة النفايات خطرة صحياً وبيئياً وأنّها أغرقت لبنان في النتانة وضربته سياحياً وإقتصادياً ، كما أنّ قرار نقل نفايات بيروت لعكار والإقليم وغيرها من المناطق ، هو قرار "أقبح من ذنب" حيث تتمّ معالجة المشكلة بمشكلة أكبر ...

فهذا القرار على الصعيد البيئي "كارثة" ، وعلى صعيد الملف العالق "لا طائل منه " ، حيث أنّه ما لم تجد الدولة حلاً جذرياً للنفايات ، ستظل الأزمة في تواتر ..

ناهيك عن الإنعكاسات المناطقية لهذا القرار ، فعكار المهملة إنمائياً وتنموياً ، رفض مواطنوها أن يصبحوا موضع إهتمام الحكومة "بالزبالة" ..

والإقليم "خط أحمر" وقطعت طرقاته منعاً لمرور القمامة إليه ، ليتفاعل الأمر مع إتهامات لأهله بالرجعية والتخلف ؟!

 

هذه الحالة من الغليان المستمرة لليوم مع حرق النفايات ورمي الحاويات وقطع الطرقات والإحتدام مع قوى الأمن ، تجعلنا أمام عصيان مدني قريب ، ففي الوقت الذي جمعت به أزمة النفايات الشعب ضد الطبقة الحاكمة "الفاشلة" ، نراها وأعادت تفرقته عبر إختيارها لمناطق محددة لنقل المطامر ...

هذا السوء العمل الحكومي و الضعف في التعامل مع الملفات ومع المواطن ، تجعلنا نجزم أن الإستقالة التي يطالب بها اللبناني هي مطلب طبيعي في ظل عجز الأداء السياسي وعجزه الواضح !

هذا المواطن الذي ضاق ذرعاً بدولة تتطاول عليه وعلى "صحته" و"بيئته" ، ولا تتوانى عن تحقيره وإذلاله ، (ما عاد فرقانة معو )  لا التلويح بالفراغ ولا التهديد بأزمة وطن  ...

فأن يكون لبنان في العام 2015 "حاوية كبرى" ، هو إنتهاك لأقل حق للشعب بأن يكون ببيئة صحية ، وهو دليل على أنّ الحكومة اللبنانية بكل أطيافها "حكومة مافيا" لا هم لها سوى أن تسرق من جيب المواطن لأرصدتها وأن تشبعه "إرهاقاً" و "ٌقرفاً"  ...

 

فلتستقل الحكومة "أشرف و أسلم" ....

لأن أزمة النفايات عكست طبيعة الحكم في لبنان وهو حكم "نتن"