اعتبر عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب  علي فياض  أن الاتفاق النووي بين إيران ومجموعة الدول الغربية قد وضع المنطقة على عتبة مرحلة جديدة  تجعل ميزان القوى على المستويين الميداني والسياسي يميل لمصلحة معسكر الممانعة والمقاومة، لافتاً إلى أن هذا الاتفاق لا يعني بالضرورة أن تنفتح الطريق تلقائياً للانتقال لمعالجة الملفات الأخرى أو أن يكون ذلك أمراً ميكانيكياً وتلقائياً ونتيجته مضمونة، كما أنه لا يعني أبداً أن إيران قد غادرت موضعها النضالي والسياسي لا في مواجهة الولايات المتحدة الأميركية ولا في دعم حلفائها، بل إن هذا الاتفاق لا يغيّر في الموقع السياسي لا لإيران ولا لحلفائها ولا لحزب الله ولا للمقاومات، لأن إيران لا تفكر بعقلية من يقايض على حساب حلفائه، بل إن ما تقوم به على المستوى الإقليمي يبرهن أنها تفكر من زاوية من يسعى لأن ينتزع مصالحه لمساعدة حلفائه.
وخلال احتفال تأبيني في بلدة كفركلا الجنوبية، رأى النائب فياض أن المنطقة على عتبة تشكيل نظام إقليمي جديد، وبالتالي فإما أن تتضافر الإرادات العربية والإسلامية لتشكيل هذا النظام على نحو متكامل ومتعاون يخدم الإستقرار ومصالح المجتمعات والدول فيها، أو أن تبقى المنطقة منقسمة ندفعها دفعاً باتجاه التفتت والإنقسام، فتكون إسرائيل هي المستفيد الأكبر ساعتئذ وكل الدول التي لا تريد خيراً لهذه المنطقة.
وأكد النائب فياض أن أكبر الخاسرين مما حصل على مستوى الاتفاق النووي هم إسرائيل وداعش، ففي الوقت الذي يصر فيه البعض على تصنيف نفسه في خانة الخاسرين، نؤمن بأن من خسر من هذا الاتفاق هو إسرائيل التي انكشفت على المستوى الدولي، وداعش التي يقرب هذا الاتفاق إمكانية التفاهم لمعالجة مشكلتها على المستوى الإقليمي، مؤكداً أننا ماضون حتى النهاية في مواجهة العدو الصهيوني والحركات التكفيرية التي تعيث بالأرض فساداً وتدفع الأمة دفعاً باتجاه التخلف والتراجع والاضطراب والضعف، كما أننا ماضون حتى النهاية في مواجهة كل المشاريع التفتيتية والتقسيمية من موقع من يتمسك بوحدة مجتمعاتنا العربية والإسلامية.
وأشار النائب فياض إلى أننا في المقاومة ومنذ بداية المشاكل على مستوى المنطقة قد حذرنا كثيراً من خطورة ما تقوم به الدول التي تدعم الجماعات التكفيرية، لأن هذه الجماعات قد انقلبت على رعاتها الدوليين والإقليميين في أفغانستان والعراق بعد أن قاموا برعايتها، واليوم  قد دخلنا في مرحلة أن هؤلاء الرعاة الذين سعوا إلى توظيف وجود الجماعات التكفيرية وفتحوا الأبواب أمام دعمها وتسهيل هذا الدعم لها وتقاطعوا معها في المصالح والدور والوظيفة باتوا يدفعون ثمن ما قاموا به، مؤكداً أن الحل يتمثل في أن ينفض الجميع يده من الجماعات التكفيرية ويتقدم خطوة إلى الأمام بكل جدية وفعالية ومسؤولية في سبيل أن يتشكل هذا التفاهم كل من موقعه السياسي لكي نطوق هذه الظاهرة ونعالجها ونقضي عليها، لأنها تهديد للأمة بكل مكوناتها الطائفية والمذهبية والسياسية.