بعد إنتصار الثورة الإسلامية الإيرانية وضعت إيران نصب عينيها تصدير ثورتها إلى خارج حدودها وعلى حساب العرب ، مستغلة القضية الفلسطينية شعاراً ترفعه لتلهب العواطف العربية في هذه القضية التي تعتبر مركزية بالنسبة إلى العرب .

واستطاعت إيران وعبر بعض الأنظمة والأحزاب كما في العراق وسوريا ولبنان واليمن أن تخترق بعض الدول العربية مكونة لها حلفاء كحزب الله في لبنان وجماعة الحوثي في اليمن وحكومتي العراق وسوريا ، يساعدونها على التغلغل في أوساط الشعوب العربية تحت شعار محور المقاومة .

وقد تمكنت إيران من تقسيم العرب إلى قسمين ، قسم مؤيد لثورتها والقسم الآخر متحفظ وقلق من أهداف هذه الثورة من خلال رفعها شعار تحرير القدس .

لكن مع مرور الوقت وتدخل إيران في الشؤون الداخلية للعديد من الدول العربية بدأ الرأي العام العربي والعديد من الحكومات يَعونَ خطورة الدور الإيراني في المنطقة ، وبدأت تتكشف الأهداف الحقيقية لإيران خصوصاً بعد أن سلمتها الإدارة الأميركية العراق وإلى حد ما أفغانستان ومن دون عناء .

وبدأ المسؤولون في إيران يتبجحون بأنّ إيران سيطرت على أربع عواصم عربية هي بيروت ودمشق وبغداد وصنعاء.

وقد كانت المملكة العربية السعودية ومنذ انتصار الثورة الإيرانية حذرة من هذه الثورة المغلفة بقناع إسلامي ومن التوجهات الإيرانية وخصوصاً بعدما تكشفت الأهداف الحقيقية لهذه الثورة وتبين نزعتها الفارسية المقنعة بقناع طائفي ، لذلك كانت السعودية ومنذ البداية تحاول لَمّ الشمل العربي لمواجهة التهديدات والإستفزازات الإيرانية تجاه المنطقة وبعدما تبين زيف الإدعاءات والشعارات التي رفعتها إيران ، لا سيما تلك المتعلقة منها بتحرير القدس وخصوصاً بعد كشف فضيحة إيران غيت وتسليم إسرائيل صواريخ تاو لإيران بناءً على اتفاق أميركي إيراني سري .

واعترفت يومها القيادة الإيرانية بشراء الأسلحة الإسرائيلية بحجة احتياجات القوات العسكرية الإيرانية لهذا النوع من السلاح ، وليتبين أنّ الشعارات التي ترفع شيء والفعل على الأرض شيء آخر.

واليوم وبعد توقيع الإتفاق النووي بين إيران ومجموعة الدول الكبرى 1+5 يتكشف المزيد من الزيف والإدعاء للشعارات التي كانت ترفعها إيران وللخطوط الحمراء التي رسمتها ، إذ استطاع الشيطان الأكبر أن يلتقي مع محور الشر بعد عشرات الأعوام من المناوشات والمناكفات الإعلامية ليوقعا اتفاقاً ينهي المقاطعة بينهما .

لا شكّ أنّ الإتفاق جاء على حساب المصالح العربية ذلك أنه نص على اعتراف بحق إيران في التخصيب النووي ورفع الحظر عنها ، ولم يتضمن أي بند فيه ينص صراحة على منع إيران من التدخل في الشؤون الداخلية لدول الجوار أو العبث باستقرار دول المنطقة وأمنها .

لذلك جاء الإتفاق وكأنه مكافأة أخرى لإيران بعد مكافأتها في العراق وأفغانستان ، وهو ما يجعل المصالح العربية والمنطقة عرضة للتدخلات الإيرانية .

في الجانب العربي فإن السعودية ومن خلال عاصفة الحزم ومن ثم إعادة الأمل قد أسست لمشروع عربي نواته دول الخليج العربي ومحيطه باقي الدول العربية وخصوصاً مصر لمواجهة أي تطلعات وأطماع إيرانية في المنطقة.

وكان واضحاً وزير الخارجية السعودي عادل الجبير خلال لقائه مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري حين أكدّ بأنّ المملكة سترد بحزم على أي استفزاز إيراني.

والموقف السعودي لم يأتِ من فراغ فما تعرض له المشروع الإيراني في اليمن خير دليل على ذلك بعد التصدي له من خلال التحالف العربي .