يوم الإثنين فاجأ مجلس الأمن العالم بإقراره توافق فيينا النووي ، قبل يومين من الموعد الذي حدده الأسبوع الماضي، في خطوة استعجالية، ربما تجنباً من مضايقات بعض الأطراف في إيران .

ومن تلك المضايقات تصريحات محافظين متشددين إعتبروا أنّ توافق فيينا لم يكن توافقاً جيداً فحسب ، بل إنّه يمثل هزيمة لإيران، ونعى مقربون من الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد التوافق النووي وإعتبروا أنّه خسارة كبرى للشعب الإيراني .

كما قال قائد الحرس الثوري الإيراني الجنرال محمد علي جعفري يوم السبت خلال صلاة عيد الفطر : " إنّ هناك مشاكلاً في نص التوافق بحثته مع علي أكبر صالحي رئيس منظمة الطاقة النووية الإيرانية خلال حفل العيد "، ثم صرّح إنّ بعض بنود التوافق النووي فيما يتعلق بقوة إيران الصاروخية يعارض خطوطنا الحمر ، مضيفاً بأننا نأمل بأنّ مجلس الأمن لا يضيع وقته من أجل هذا التوافق الذي وصفه بغير المقبول .

كما تمنى بعض النواب في البرلمان الإيراني أن يرفض الكونغرس الأميركي توافق فيينا ، لتعبيد الطريق أمام رفض مجلس الشورى الإيراني له .

ويعود سبب إمتعاض الحرس والمحافظين المتشددين، من التوافق إلى بنود منه يقيد البرنامج الصاروخي للحرس الثوري ، لمدة ثماني سنوات .

يبدو أنّ تلك التصريحات ، كان لها تأثير على تقديم مجلس الأمن موعده لبحث التوافق النووي، من يوم الأربعاء إلى يوم الإثنين .

 

إنّ القرار الأممي 2131 الصادر يوم الإثنين، يقرّ بإستمرار العقوبات على الصواريخ الباليستية التي تتمكن من حمل القبة النووية ، فقط ، وليس على جميع الصواريخ ، بينما قرار 1921 الأممي كان يفرض الحصار على جميع الأنشطة الباليستية الإيرانية بما فيها الصواريخ غير النووية .

فيبدو أن القرار الأخير لا يثير إستياء الحرس الثوري لأنّه لا يمنع إيران من الأنشطة الصاروخية غير النووية ، حيث أنّ إيران أيضاً تؤكد على أنّها ليس لديها أنشطة نووية عسكرية ، فلا شيء يثير القلق .

ويقول أيراهيم محمدي عضو لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني إنّ البرلمان سيرفض التوافق النووي بحال يلاحظ أي بند يعارض حقوق الشعب ، بينما يقول زميله أحمد بخشايش، إن البرلمان لن يقر التوافق ولن يرفضه، بل سيدرسه ويناقش فيه .

ووسط  تلك النقاشات والتصريحات ، قالت صحيفة كيهان المحافظة المتشددة ، الكلمة الأخيرة  والحاسمة ، مما يُظهر أنّ مدير هذه الصحيفة حسين شريعت مداري ، أدرك الحقيقة ، أكثر من قائد الحرس .

وقال شريعت مداري، بعد تهجمه على توافق فيننا النووي، إنّ القرار الأخير ملزم على المجتمع الدولي، ودرسه من قبل مجلس الأمن القومي أو مجلس الشورى الإسلامي الإيراني، لن يكون له أيّ تأثير على مفعولية هذا التوافق ، واعتذر شريعت مداري بسبب القول بأنّ ملاحظات النواب أو أعضاء مجلس الأمن القومي، لا قيمة لها إلا للتسجيل في التاريخ !

وفي المقلب الآخر في الولايات المتحدة ، حاول جمهوريون معارضون للتوافق النووي، منع مجلس الأمن من إقرار التوافق، كما طالب السيناتوران باب كوركر وبن كاردين من الرئيس الأميركي تأجيل طرح التوافق في مجلس الأمن، إلى ما بعد طرحه في الكونغرس الأميركي .

ويبدو أنّ قطار التوافق إنطلق خاصة بعد إقراره في مجلس الأمن، ولا شيء يوقفه، لا الجمهوريين في الولايات المتحدة ولا المحافظين المتشددين في إيران، فإنهما كما يبدو لا يزيدون هذا القطار إلا سرعة .