لا مجال للشرح عن إسرائيل وكيفية نشأتها ككيان مصطنع ومن ثم " كدولة " حائزة على مشروعية دولية داعمة لها في كل المجالات وخاصة في حروبها غير المنتهية ضد العرب في لبنان وفلسطين .

لقد أتخمنا من موائد الكتب والبيانات والمنشورات التي طاولت القضية الفلسطينية منذ عام 1948 وقبله ما قيل عن مقدمات التحضيرات الصهيونية لجعل فلسطين دولة قومية لليهود .

كما أنّ النظام العربي والأحزاب العربية على أنواعها وأشكالها أطربتنا يومياً بأناشيد القدس وموضوعات فلسطين وما زلنا نتباكى على أرض ضاعت بفعل حروبنا التي استنزفت قدرات الأمّة تحت سيل من الشعارات الضخمة والتي بررت ضرورة المرور لفلسطين عبر الأردن وعبر الكويت وعبر جونية وعبر سوريا والعراق واليمن .

سوريا إستقامت من الفتن الداخلية بعد أن قام حافظ الأسد بحركة تصحيحية مدعومة من الخارج ومن الداخل وأسّس لسلطة مُدينة له بواسطة عصا غليظة شوهت صورة السوريين وجعلتهم هوية عربية معروفة في شكلها بمجرد أن تنظر إلى شخص يعمل في أي بلد عربي تقول بأنه سوري لأن ملامح العصا بائنة في ملامحه .

اختار حافظ الأسد قضية الصراع مع اسرائيل رافعة أساسية لحكمه فثبّت سلطته الفردية المتجاوزة لسلطة الله بطريقة استبدادية  بعثية قلّ نظيرها في منطقة ينتعش فيها الإستبداد ولعب الدور الطليعي في معركة وهمية مع اسرائيل وهي مستندة على دعامتين أساسيتين هما الهُدنة مع إسرائيل  وحماية الحدود الإسرائيلية .

إتقان الأسد لدوره الأمني منحه أدوار اقليمية كان لبنان أحد مفاتيحه الأساسية عندما دخل الجيش السوري بيروت بتكليف أميركي ليعيد التوازنات في لبنان إلى ما كانت عليه قبل الحرب ولضرب المقاومة الفلسطينية ومعها الحركة الوطنية اللبنانية تمهيداً لعودة لبنان للحاضنة الطائفية ، قابل هذا الدور السوري دور إسرائيلي مماثل عندما إجتاحت إسرائيل بيروت وطردت منظمة التحرير الفلسطينية بباخرة عربية وأنهت وجود الحركة الوطنية لصالح أحزاب طائفية مسيحية متحالفة معها وإسلامية متحالفة مع سورية .