لو ... تشيللو ... ما التالي ؟!

الفكرة جامعة هي الخيانة بينما المبدأ هو تناوب الأبطال في الأعمال الدرامية ...

سامر البرقاوي ، المخرج الذي يسوق "للخيانة" ويمنحها المنحى الجمالي الإبداعي ، مستخدماً بطلةً لأعماله الفنانة نادين نجيم ، التي (على الرغم من إعجابنا بأدائها) ، نرفض إسقاطها في صورة المرأة المبرر غدرها .

ولكن ليست هنا المعضلة ، ففكرة الخيانة "المباحة" و "المحللة" التي أبرزها البرقاوي نالت من النقد ما تستحقه ، غير أنّ الذي لم أفهمه أو بالأحرى لم أجد له تبرير فكرة تناوب الأبطال ...

 

ففي لو كان الزوج المخدوع هو "عابد فهد" ، بينما العاشق الذي خطف الزوجة بحبه الأفلاطوني الحميمي هو يوسف الخال ...

في تشيللو ، إنقلبت المعادلة ، فالزوج هو ما كان العشيق أي "يوسف الخال" ، بينما الرجل المثالي الذي إشترى الجميلة من حلالها بمليون دولار هو تيم حسن !

والمفارقة في كلا المسلسلين ، أننّا في الخاتمة تعاطفنا مع كل من "يوسف" الأول ، و "تيم" في الثاني ، ليصبح الزواج لا شرعي ، والعلاقات المبنية على تحطيم الأسرة ومفهومها هي الشرعية ...

 

ويبدو أنّ نادين إلتمست إنزعاج جمهورها من النهاية التي انتصر بها الزواج وانتصرت بها الأسرة ، على "رغبة" تيم ...

فما كان بها إلا أن تطلب منهم أن لا يحزنوا لأنها في السنة القادمة ستكون مع تيم ( ورح يشبعوا منهم ) ....

 

فهل سامر البرقاوي يخطط لمسلسل جديد يرسخ فكرة الخيانة من زاوية ثالثة ويبررها ؟

وهل جاء دور تيم ليلعب دور "الزوج" ، فيما الجغل الذي يخترق حرمة الأسرة سيكون "ممثلاً آخر " !!

بإختصار ، هذه المسلسلات آفة إجتماعية ، تصوَر السقوط الإجتماعي على أنّه رقي ، وتظهر الإنحطاط الخلقي على أنّه تضحية !!!

 

لو ؟

لو لم يكن هناك زواج وإخلاص لما كان هناك أسرة ومجتمع ...

تشيللو ؟!

العزف ليس مال وجسد وإنتهازية ، العزف رقي شفاف لا يقبل التجزأة ...

 

سامر ... إن لم يكن بمقدورك أن تبدع بغير عدسة الخيانة ، فإعتزل الإخراج ، فالمجتمع لا ينقصه إنفلات فكري وفوضى أخلاق ...