سؤال يعيد رسم سياسة جديدة لاجابة مضمرة تحت سلّة التفاهمات الأمريكية الايرانية لتأسيس مسودة علاقات قائمة على التعاون وخاصة في مجال الارهاب للتخلص من عدو مشترك صفع الاثنين معاً في العراق الذي تقاسموه نفوذاً واقتصاداً وهددهما في عقر مصالحهما في منطقة من يمسك بأمنها يمسك بثروتها .

من جهته حدّد الرئيس الايراني جهة سير الاتفاق بالنسبة للجمهورية الاسلامية المدعوة الى الاستفادة من انجاز الدبلوماسية الايرانية لاتفاق منح ايران حقوقها الضائعة في رزمة من العقوبات الدولية .

رفض روحاني تصوير الاتفاق على أنه نتاج طرفين أحدهما رابح والآخر خاسر وهنأ الشعب الايراني على صبره في الشدائد وتحمله لنتائج مرّة أفضت اليها قيادات أمنية لا تخبر السياسة وتتقن فنّ اغراق البلاد والعباد في فتن متعددة الوجوه . كما أنه فتح باباً لتحسين علاقاته بدول الجوار واعتماد سياسة الحوار كآلية اختلاف بدلاً من استخدام منطق العنف لكسب صراع هنا وأحداث هناك من خلال التعاون البنّاء مع الدول الكبرى لا سيما الولايات المتحدة الأمريكية باعتبارها دائرة النفوذ الدولي وقد سعت ايران جاهدة لتحسين وتلميع صورتها كدولة بنظر الأمريكيين .

خطاب الرئيس روحاني تجلّى من خارج منطقة الهدف وعمد الى تلين ألسنة التواصل مع العرب والغرب بفتح سقوف جديّة للحوار لارشساء قواعد عمل مشتركة بين ايران والآخرين . لذا لم يكن روحاني مصراً على خصومة غير نافعة مع واشنطن وأراد أن يدشن مرحلة جديّة معها فربح بياض الدعوة الى سعي مشترك لا لاسقاط الدور الامريكي المتحكم بسياسات العالم بل لاكتساب والحصول على الرضا الأمريكي وبالتالي لم يكن الأمريكي شيطاناً بقدر ما كان شريكاً ناظماً للعلاقات الوديّة مع حزب لطالما كرّس نفسه كخصم شريف للولايات المتحدة الأمريكية ...

شكراً ظريف على اتفاق يعطي الشيطان ما يجعله قديساً يحاكي الناس بلغة ملائكية تطعمهم من جوع وتأمنهم من خوف .