عشر سنوات مرت على إيران أنهك خلالها جسمها الإقتصادي والسياسي ما اضطرها الآن إلى الرضوخ وتوقيع الإتفاق النووي مع الدول السداسية بعد 21 شهرا من المفاوضات .

واقتصاد الجمهورية الإسلامية سيبدأ بالتحسن تدريجيا عبر رفع الحظر عن الصادرات النفطية الايرانية، وتحرير اموالها المجمدة في المصارف الغربية البالغة 120 مليار دولار، وعبر الاتاحة لها باستعمال النظام المصرفي العالمي والاجازة للشركات العالمية العودة للاستثمار، ورفع الحظر عن 800 مؤسسة إيرانية".

فالعقوبات على إيران لم تستطع كبح تمددها إلى البلاد العربية وتصدير أسلحتها ودعمها الجماعات المسلحة إلا انها إستطاعت أن تقود باقتصادها إلى الهلاك ما أدى إلى انكماشه بين عامي 2012 و2013 إلى 8،5 بالمئة ولو كانت إيران مسؤولة عن شعبها واهتمت بتحسين اقتصادها لما أنفقت على برنامجها النووي 200 مليار دولار متجاهلة بذلك حاجات شعبها حيث أن الجدير بالذكر هنا أن في إيران الكثير من المناطق المعروفة بفقرها.

والمضحك في الأمر أن إيران تنازلت ونستطيع القول أنها هزمت في هذا الإتفاق النووي لكننها تتبجح بإنتصار وهمي (نسبة لبنوده التي لم تحقق فيها أي انتصار يذكر لها) . فرغم وضعها الإقتصادي السلبي جدا منذ بدء العقوبات إلا انها دعمت وقدمت الكثير من المال والأسلحة لـحزب الله حتى أن يمكننا القول أنها بنت هذا التنظيم وقاتلت في سوريا داعمة قوات الأسد أيضا بأسلحة ثمينة كما أنها أقرضت الحكومة السورية مبلغ 7 مليارات دولار ولم يخلو الأمر من تورطها في الأزمة اليمنية والعراقية. ولو كانت تهتم لأمور شعبها لكانت وضعت مبلغ الـ7 مليار فوق 120 مليار دولار وقامت بمشاريع تنموية وأشبعت شعبها الجائع حيث أن هناك شريحة واسعة من الشعب الإيراني الفقير ا مشهورة بحقدها على الطائفة الشيعية وخصوصا "حزب الله" باعتبار أنه "يسرق مالهم".

فهل ستستيقظ الجمهورية الإسلامية من سباتها وتلتفت لأمورها الداخلية بدل الإهتمام بشؤون خارجية؟