لمواقع التواصل الإجتماعي وتطبيقات المراسلة ، تأثير كبير في حياتنا ، فنسبة تفوق الـ 90% من فئة الشباب والناضجين يستخدمون هذه البرامج في حياتهم الشخصية والعملية نظراً لضرورتها.

ولكن على الرغم من أهميتها ومن تسهيلها لأمورنا ، ومن تحويلها العالم لقرية الكترونية حاسوبية أو هاتفية بمتناولنا ، غير أنّها تحمل بعض السيئات ، وخاصةً على الأطفال الذين يمضون معظم الوقت على مواقع التواصل الإجتماعي ، وعلى الحاسوب والهاتف (واتساب ، فيسبوك..) ، وهذه المواقع والبرامج ا لا توجد لها ضوابط ولا رقابة ، كما لا توجد وسائل حقيقية لحماية المستخدم وحماية أمنه ومعلوماته وبياناته.

وإن انتشارها المبالغ به والإدمان المرضي عليها يؤثر على حياة الناس عموماً ، فهي وإن تحمل العديد من الإيجابيات غير أنّ لها من النواحي السلبية ما يجب الحذر منه والتوقف عنده ولا سيما عند الأطفال. لنتساءل هنا : أين الطفولة في حين أنّ هناك أطفال من عمر 3 سنوات وما فوق يجلسون على الهواتف (الواتساب) لساعات عديدة ، ف 85% من هؤلاء يتعرفون على الهاتف قبل القلم ويقضون حوالي 5 ساعات يومية ما بين الألعاب والبرامج، الأمر الذي يؤدي إلى البرود في علاقاتهم الإجتماعية وإلى ضعف في لغة التواصل مع المحيط والعائلة والأصدقاء . كما وينعكس سلباً على قدراتهم التركيزية وعلى إضعاف مستواهم التعليمي ، إضافة إلى خطر تواصلهم مع أرقام وحسابات مجهولة الهوية الأمر الذي قد يؤثر على سلوكياتهم.

إذاً ، الوتسأب والفيسبوك وسائر تطبيقات التواصل ، هي مهمة وتسهل تفاصيل حياتنا إلا انها ليست للأطفال ولا يحتاجها الأطفال ، ولا بد من حمايتهم منها عن طريق إبعادهم عن إستخدامها نظراً لعدم حاجتهم إلى ذلك، ولأن مرحلتهم العمرية تطلب اللعب الحقيقي مع أشخاص "من لحم ودم" ، لا شاشة وألعاب تنشر أفكار العنف وأشخاص عبارة عن حروف لا أكثر.