يترقب اللبنانيون مضامين الخطاب الذي سيلقيه الرئيس سعد الحريري مساء اليوم، خلال سلسلة الإفطارات الرمضانية التي يقيمها "تيار المستقبل" على امتداد الخريطة الوطنية من الشمال إلى الجبل والبقاع والجنوب مروراً بالإفطار المركزي في مجمع "بيال" في العاصمة بيروت، بمشاركة أكثر من 17 ألف مدعو في 14 مأدبة إفطار.

وإذ تأتي إطلالة الحريري في مرحلة مفصلية تمر بها البلاد بعد فترة من التشنجات والتوترات بلغت ذروتها قبل أيام على خلفية ما حصل في جلسة مجلس الوزراء وفي محيط السراي الحكومي الخميس الفائت، وصولاً إلى تسطير سلسلة من المواقف أطلقها خلال اليومين الماضيين أمين عام "حزب الله" السيد حسن نصرالله وغيره من القيادات السياسية، يتوقع أن يقارب زعيم "المستقبل" في خطابه مختلف المستجدات والمواضيع الرئيسة المطروحة في البلد وسط تجديده التأكيد على مركزية خيار الدولة والمناصفة والاعتدال في مجمل طروحاته الوطنية.

وتعليقاً على ما جرى تداوله إعلامياً عن كون الحريري يعتزم إطلاق مبادرة لحل الأزمة الوطنية في الخطاب، اكتفت مصادر رفيعة في "تيار المستقبل" بالإشارة إلى أنّ "موقف التيار من الأزمة لم يتغيّر وتحديداً منذ أن تقدّم الرئيس الحريري بمبادرة وطنية في خطابه العام الفائت بعد الشغور الرئاسي"، معيدةً التذكير في هذا الإطار بأنّ تلك المبادرة كانت تنصّ على جملة نقاط "تتمحور في أساسها حول رئاسة الجمهورية والحكومة والانتخابات النيابية بهدف إخراج الوطن من أزمته في أسرع وقت، فضلاً عما أطلق عليه خطة وطنية لمكافحة الإرهاب".

من جهتها، توقعت مصادر "المستقبل" عبر صحيفة "القبس" الكويتية "كلمة هادئة للحريري سعيا لاخراج البلاد من عنق الزجاجة بعدما لامست الازمة السياسية الخطوط الحمراء سياسياً ومذهبيا واقتصاديا واجتماعيا".

وأضافت أن "الحريري لن يرد على عصبية عون وبعض حلفائه، الذين اتهموا "تيار المستقبل" بتخريب البلاد وبالحنث بالوعود، وعلى اساس الصاع صاعين بل يأخذ بالاعتبار مصالح لبنان في هذه المرحلة الخطرة".

من جهته، أكد مصدر وزاري للصحيفة أنه "كما تقمص رئيس الحكومة تمام سلام شخصية والده صائب سلام في جلسة مجلس الوزراء الخميس، سيتقمص الحريري شخصيه والده رفيق الحريري في كلمته التي سيوجهها من جدة".