من يسمع ويرى تصرفات رئيس التيار الوطني الحر ميشال عون في الفترة الأخيرة وتصعيدات حلفائه حيال مواقفه الموحدة وإستراتيجيته الفيدرالية التي يتبعها ، يعلم أنّ الجنرال واقع في مأزق إما المقاتلة وحيداً حفاظاً على ما يطلق عليه "حقوق المسيحيين المهدورة" وإما "تقديم التنازلات"،

وبعد التطورات الأخيرة على الساحة اللبنانية وتصريح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية أنّ على العونيين أن ينسقوا معهم ، لا تبليغهم فقط بالقرارات وبعد أن صدمت قناة الـotvالمشاهدين بكتابتها عبر شاشتها : عسكر تمام، وبعد أن هدد الجنرال عون بالتصعيد ثم التصعيد، أجرى موقع لبنان الجديد اتصالاً هاتفياً ، مع النائب في التيار الوطني الحر "وليد خوري"، الذي أجاب عن أسئلتنا رغم علامات الإستفهام التي وضعناها حول التناقض الذي وجدناه في كلامه .

وبسؤال عن الخطوات التصعيدية التي قد يلجأ إليها التيار في حال لم تستجب مطالبه في الجلسة الحكومية القادمة قال "إن لم نستطع الوصول إلى مطالبنا فهناك أمور تترك لأوانها مع احتمال التصعيد لكننا لا نريد ذلك " ، وأشار خوري عند سؤاله حول تأثير التصعيد مع تيار المستقبل في وصوله إلى بعبدا، إلى أن القضية لم تعد قضية وصول الجنرال عون إلى قصر بعبدا فالقضية هي قضية انتظام المؤسسات والدستور والبلد، إنها أكبر من قصة تعيينات أو رئاسة جمهورية .

مؤكداً أنّ " تيار المستقبل شريك أساسي في الحكم " "متمنياً حصول اللقاءات والتوافق بين الطرفين"

وردّاً على ما قاله رئيس تيار المردة سليمان فرنجية إنّ على العونيين التنسيق معهم لا تبليغهم بالقرارت قبل 24 ساعة ، قال "طبعا فرنجية شريك أساسي وأنا لم أعلم إذا حصل تنسيق أو لم يحصل لذا لا جواب على هذا الموضوع لكنني ما أعرفه أنّ لدى فرنجية قراءة خاصة لإستراتيجيته لكنّ لكل طرف طريقة مختلفة في التنفيذ على الأرض مثلاً  "حزب الله" لم يتحرك ووزراء  التيار هم الذين قاموا بالمبادرة في الجلسة .

وإعتبر أنّ القرارات الآحادية التي يتخذها الجنرال نابعة من منطق الحفاظ على الدستور ولا أظن ان أحداً من الحلفاء ضد الدستور لكنّ الإعتراض بأنّه لم تطرح بنود التعيينات داخل جلسة الوزراء لكي يعلم كل فرد عمله وهذامطلبنا من الأساس ومنذ 6 شهور نردده  لكن لا أحد يسمع .

وتعليقاً على ما أورته قناة الـotvعن المؤسسة العسكرية بنعتها بعسكر سلام رد ، "هذا شيء معترض عليه وغير وارد أبداً ونحن نريد النظام والقانون وما يتم تداوله عن أنّ ما حصل إنتقام من قائد الجيش جون قهوجي دليل على تسخيف الموضوع لأنه أكبر من ذلك بكثير " .

وأكد  أنّ "التيار الآن بصدد تهدئة الأمور حيث اتخذ في الحكومة خيارات مقبولة من قبلهم " كما تمنى خوري من الإعلام  أن "ينسى هذا الموضوع لأن التحليلات التي يطلقها كل طرف تجاه الآخر من شأنها أن تصب الزيت على النار "

وبادر بالقول أنّ هذه حرب إعلامية" ليلفت النظر إلى ما قامت به قناة الجديد من تصرف غير مقبول إعلامياً حيث أنّها نقلت عنه خلال مقابلة معه بأنّه قال "ما رح نطلع من الشارع إلا لتسقط الحكومة" ما قابله بإعتراض من قبل نائب التيار علماً أنه في بداية الحلقة مع الزميلة نانسي السبع وضّح "نحن لن نخرج من الحكومة ولن نقوم بأي خطوة كي  تستقيل".

لكن في سؤال حول تقديم الإعتذار إلى المؤسسة العسكرية بعد ما قامت به قناة الأورنج  اعتبر أنّ هناك 4 نواب لم يسلموا من الجيش اللبناني والنائب حكمت ديب عانى من كسر في أصبعه".

إذاً على ما يبدو أن التناقض الذي قد نلاحظه في كلام النائب خوري كبير جداً حيث أنه لا يعقل لنائب في كتلة ما أن لا يعلم ما يدور داخل حزبه ونرى أنّ داعش السياسة أي التسمية التي أطلقها التيار على المستقبل ، أصبح الآن شريكا لهم وهذا ما قد يفاجئ قليلاً .

فهل بدأ العونيون بالتنازل بعد أن خسروا ما ظنوا أنّهم حققوا فيه مطالبهم؟