تتعدد في طرابلس المدافع ، مدفع الإفطار ومدفع الإمساك ، ومدافع "تقلق راحة الطرابلسي " ، من المغرب حتى ما بعد ، ما بعد العشاء ...

هي ليست مدافع تطلقها الدولة "لتنبيه المسلمين"  ، هي مفرقعات "مزعجة " ومؤذية" بمتناول الأطفال تبدأ بعد الإفطار وتظل حتى ساعات الليل المتأخرة .

 

هذه الألعاب النارية المؤذية والمباحة والتي لا ضابط لها ولا رقابة عليها تباع في المحلات المختلفة والشعبية ، وللأطفال دون إهتمام بالأعمار أو بكيفية الإستعمال ...

وأسعارها الزهيدة تجعلها بمتناول أيّ كان " فما بين 250 ليرة و 750 ليرة يتراوح سعر (الصواريخ) كما يسميها الأطفال ، وهذا السعر الذي يتناسب و "الخرجية" يسمح للأولاد إلهاب الحي وإزعاج الجيران وإحراق الأخضر واليابس ...

 

أما الأهالي فتختلف ردود فعلهم أمام هذه الظاهرة ، فمنهم من يستنكرها ، متسائلاً ، أي دولة تحترم نفسها تسمح ببيع المفرقعات دون قيود وأن تكون بمتناول الأطفال بسهولة ؟!

وقسم آخر يضيء على الضرر الذي يلحق به وبراحته بسببها  ...

بينما هناك من يعتبر أنّ لا مشكلة له معها "ما دامت بتريحهن من نق الولاد كم ساعة "

 

ومشكلة "فوضى المفرقعات " ليست فقط محصورة شمالاً وبطرابلس ، فهذه الألعاب النارية المتاحة قد سببت خلال الفترة الماضية عدة حرائق في مختلف المناطق اللبنانية :

ففي طرابلس ، ال20 من حزيران اندلع حريق كبير في منطقة أبي سمراء بسبب "المفرقعات "

إضافة إلى عدة حرائق متشابهة وإن لم يحدد سببها غير أن التوقعات أن تكون بسبب الأطفال وألعابهم الحارقة ...

 

كما أنه ومنذ سبعة أيام إندلع حريق كبير ضمن أرض بور في حي العسيرة في بعلبك أيضاً بسبب الألعاب النارية ..

 

 

عشوائية المفرقعات وفوضاها هي "أزمة لبنان" ولكن ما يميز طرابلس أنها "دائمة" وبلا مناسبة ، "فالفرقاع" لعبة وموضة وتسلية للطفل "وكارثة على الساكنين " ...

ومع إقتراب العيد ، تزداد هذه الظاهرة بطريقة "هستيرية" ، وقد حاول موقعنا في هذا الصدد التواصل مع رئيس بلدية طرابلس الدكتور عامر الرافعي ، غير أننا لم نلقّ إجابة !

 

لذا ومن هنا نتوجه لرئيس البلدية الذي أثبت حتى الآن أنه على قدر المسؤولية ، وأن "طرابلس" بإتجاه مرحلة أفضل بسبب اهتمامه بتفاصيلها ومتابعته لأدق أمورها ،

ونسأله :

هل يعقل أن تظل طرابلس خاضعة لفوضى قلة الرقابة وللإزعاج وللحرائق ؟!

أليس هناك من خطة لدى البلدية للحد من فوضى بيع الأسهم النارية في المحلات ، وبالأخص للأطفال ... !

 

وألا يحق لهذه المدينة أن تخرج من الغوغائية لتنعم من بشيء من الرقي والحضارة ؟!

 

هذه الأسئلة برهن البلدية ورئيسها ، ونحن نعوّل على إجابة سريعة وخطة حقيقية لوضع حد لهذه الظاهرة ولإنتشارها .