مددت الدول الست الكبرى وإيران مفاوضاتها في شأن البرنامج النووي الإيراني حتى يوم الاثنين المقبل، في ثالث تمديد خلال أسبوعين، بينما اتهمت طهران الغرب بوضع عراقيل جديدة في طريق الاتفاق وظهور خطوط حمراء لدى العديد من أطراف التفاوض.

ويقول الطرفان إن تقدما تحقق في أسبوعين من المفاوضات، لكن وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند وصفه بأنه تقدم "بطيء بشكل مؤلم" وغادر مع نظيره الفرنسي لوران فابيوس فيينا، وقالا إنهما سيعودان أليها السبت.

وبعد تجاوز المهلة المحددة ليراجع الكونغرس الأميركي الاتفاق، الجمعة، قال مسؤولون أميركيون وأوروبيون إنهم سيمدون العمل بتخفيف العقوبات على إيران بموجب اتفاق مؤقت حتى يوم الاثنين، لإتاحة المزيد من الوقت للمحادثات في شأن اتفاق نهائي.

ولا يزال الطرفان مختلفين على قضايا تشمل حظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة على إيران، وتريد القوى الغربية الإبقاء عليه، بالإضافة إلى السماح للمفتشين الدوليين بدخول مواقع عسكرية إيرانية، وتقديم طهران إجابات حول أنشطة سابقة يشتبه بأنها كانت لها أبعاد عسكرية.

وصرّح وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف بخصوص عدم الوصول لإتفاق اليوم ، مشيراً إلى أن المفاوضين سيمضون عطلة نهاية الأسبوع في فيينا على الأرجح. وسعى ظريف الى إلقاء اللوم على الغرب في الأزمة، قائلاً "الآن هم لديهم مطالب مفرطة."

وقال هاموند إن الوزراء سيجتمعون يوم السبت، لبحث ما إذا كان يمكن التغلب على ما تبقى من عقبات.

واضاف قبل مغادرته فيينا: "نحن نحقق تقدما لكنه بطيء بشكل مؤلم."

وعقد ظريف اجتماعات مكثفة خلال الأسبوعين الماضيين مع نظيره الأميركي جون كيري، في محاولة لإبرام اتفاق يقلص برنامج إيران النووي مقابل رفع العقوبات الاقتصادية التي تكبل الاقتصاد الإيراني.

وإذا وقع الاتفاق فسيكون أكبر خطوة على طريق التقارب بين إيران والغرب منذ الثورة الإسلامية في 1979.

لكن المفاوضات متعثرة ومددت أطرافها الموعد النهائي لها ثلاث مرات في الأيام العشرة الماضية، فيما يتحدث ديبلوماسيون عن مشادة كلامية بين كيري وظريف.

وقال البيت الأبيض، اليوم، إن الولايات المتحدة وشركاءها في التفاوض "أقرب من أي وقت مضى" إلى اتفاق مع إيران، لكنه حذر من أن المفاوضين الأميركيين لن يبقوا في فيينا للأبد.

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جون إرنست، في مؤتمر صحافي: "أوضح الرئيس لفريقه المفاوض أن عليه البقاء في فيينا ومواصلة التفاوض ما دامت المفاوضات مثمرة. وان اتضح أن إيران غير مهتمة بالمشاركة بطريقة بناءة في محاولة حل القضايا المعلقة الباقية فإن على المفاوضين حينها العودة للوطن."

وتجاوزت المفاوضات مهلة انتهت صباح اليوم حددها الكونغرس الأميركي لمراجعة الاتفاق سريعًا خلال 30 يومًا.

وسيخضع أي اتفاق يرسل إلى الكونغرس قبل السابع من أيلول لفترة مراجعة تبلغ 60 يوماً بسبب العطلة الصيفية للمشرعين.

وسبق أن عبّر مسؤولون أميركيون عن القلق من أن طول فترة المراجعة من شأنه أن يتيح فرصة أكبر لانهيار أي اتفاق. لكنهم قللوا من خطر حدوث هذا خلال الأيام القليلة الماضية بينما اتضح شيئًا فشيئًا صعوبة الالتزام بالموعد النهائي.

وأشار كيري، يوم الخميس، إلى أن صبر واشنطن بدأ ينفد وقال للصحافيين: "لا يمكننا الانتظار إلى ما لا نهاية. إذا لم تتخذ قرارات صعبة فنحن مستعدون بالتأكيد لإنهاء هذه المفاوضات."

في المقابل، وصف علي أكبر ولايتي مستشار المرشد الإيراني الأعلى آية الله علي خامنئي، تصريح كيري بأنه "جزء من حرب نفسية تمارسها الولايات المتحدة ضد إيران".

وقال مسؤول إيراني رفيع المستوى، إن الولايات المتحدة والقوى الأخرى غيرت مواقفها وتراجعت عن اتفاق مبدئي وقع في الثاني من نيسان الماضي اعتبر تمهيدا لاتفاق نهائي.

وأضاف "فجأة أصبح لدى الجميع خطوط حمراء. بريطانيا لديها خط أحمر والولايات المتحدة لديها خط أحمر وكذلك فرنسا وألمانيا."