أطل السيد نصر الله على أتباعه في يوم القدس العالمي ، وتوقف عند هذا اليوم قائلاً ، أن هدف الامام الخميني من إعلانه يوم القدس العالمي ان تبقى القدس موجودة في يوميات الامة وحركاتها وجهادها ونضالها ويوما بعد يوم تتأكد الحكمة البالغة من هذا القرار الذي اتخذه الامام الخميني .

 

وتابع السيد قائلاً : "رغم كل الظروف الصعبة التي تجتاح الامة نرى الملايين لبوا نداء الامام الخميني للاحتفال بيوم القدس العالمي على امتداد العالم الاسلامي وهذا يؤكد ان هناك من مازال يتذكر القدس ويرفع صوته لنصرة هذه القضية "

 

وأشار أنه يجب التوقف أمام التحرك الذي جرى في اليمن لإحياء ليوم القدس لأنه رغم العدوان والغارات على المدن والقرى يخرج اليمنيون ويتظاهرون من أجل القدس وفلسطين وشعبها، وهذا الامر يستحق التقدير والتحية لانه يؤكد على وعي وصمود واخلاص الشعب اليمني .

 

كما أكد أنّ موقف شعب البحرين أيضا يستحق التقدير لانه رغم كل المظلومية التي يتعرض لها هذا الشعب خرج ليؤكد التزامه بقضية القدس لانها قضية الامة المركزية ايا تكن المخاطر الامنية في البحرين من قمع السلطة الى تهديد الجماعات التكفيرية .

 

وقال السيد في خطابه أنّ الصهاينة يعتبرون أن هناك تحسنا في البيئة الاستراتجية لاسرائيل فالقادة الصهاينة لم يجدوا في الامة الاسلامية من يشكل تهديدا لاسرائيل سواء من انظمة او جيوش هذه الامة، اسرائيل ترى في كل ما يجري في المنطقة انه يخدم مصلحتها .

 

وإعتبر أنه بالنسبة سوريا ، الصهاينة يعتبرون أن ما يجري فيها هو اضعاف لدولة مقاومة وممانعة ولذلك فالصهاينة يعملون لاقناع العالم بضم الجولان السوري المحتل، كما أن الصهاينة يعتبرون ان وجود اليمن كلد مستقل وخضع لارادة شعبه فهو بلد مقاوم .

 

وأضاف أنّ اسرائيل سعيدة جدا بما يجري في المنطقة من حروب، وهي تدعو اليوم الى تحالف عربي اسرائيلي لمواجهة الارهاب، وهم طبعا يقصدون بالارهاب حزب الله وايران وكل حركات ودول المقاومة والممانعة .

 

وتابع قائلاً ، أنّ اسرائيل رغم انها هي أم الارهاب وأصل الارهاب هي تقدم نفسها انها تحارب الارهاب، واسرائيل تعتبر ان ايران فقط هي التي تشكل لها التهديد لذلك فكل العقل الاسرائيلي مهووس بايران وبكل ما يتعلق بها ، تعتبر ان الكيان الوحيد الذي يشكل لها تهديدا وجوديا هو ايران لذلك فهي تحرك كل العالم ضد ايران، والسؤال هنا الذي يطرح هنا لماذا كل هذا الخوف الاسرائيلي من ايران وفقط ايران؟

 

وأشار السيد أنّ اسرائيل لا تعتبر النظام العربي الرسمي يشكل خطرا عليها، لماذ؟ لانها ببساطة هي تعتبر ان هذه الانظمة العربية باعتها فلسطين، مشاريع بعض الانظمة العربية غير معنية بفلسطين على الاطلاق وعقله وهمه في مكان آخر .

والذي ما زال يرفع الراية ويرفض الاعتراف بأصل وجود اسرائيل هو الجمهورية الاسلامية الايرانية، لان ايران تشكل هذا التهديد لاسرائيل شنت عليها كل الحروب في السابق وما زالت تهاجم وتحاصر حتى اليوم

 

كما إعتبر السيد أنه لا يمكن أن تكون مع فلسطين والقدس إلا اذا كنت مع الجمهورية الاسلامية الايرانية فلا يمكن ان تكون عدوا لايران وتدعي انك مع فلسطين لان الامل الوحيد بتحرير القدس وفلسطين هو الجمهورية الاسلامية في ايران .

مؤكداً أنّ اي حديث عن مشروع صفوي واي حديث عن هلال شيعي وعن مشروع للتشيع هي اكاذيب اخترعها العقل العربي الرسمي خدمة لاسرائيل .

 

وبخصوص الوضع في سوريا أشار السيد هناك من يمنع الحل السياسي ويجب ان تسعيد سوريا موقعها وهناك من ما زال يراهن على سقوط سوريا وانا ادعو الجميع لعدم حساب الايام وعدم الرهان على الوقت لان سوريا صامد وستصمد .

وشددّ معلناً، ان من كان مع سوريا هو معها وهم معها وسيظلون معها .

وأكّد قائلاً : " منذ البداية قلنا نحن مع الحل السياسي في سوريا ولكن ضد سيطرة الجماعات التكفيرية عليها "

 

 مشيراً إلى أنهم عندما يقاتلون في سوريا يقاتلون تحت الشمس وكل شهيد يشيعونه ،لأنه سقط من أجل سوريا ولبنان وفلسطين لأن طريق القدس يمر بالقلمون والحسكة درعا وغيرها من المناطق  لأنه اذا سقطت فإن القدس ستسقط .

 

وتساءل السيد ، على طريق القدس في اليمن ماذا تحقق مما أسموه عاصفة الحزم وإعادة الامل سوى الفشل؟ لكن يبدو ان الحرب السعودية على اليمن باتت بلا اهداف سياسية وان هدفها الوحيد المتبقي هو الانتقام من الشعب اليمني .

وقال أنّه ، يجب على العالم ان يساعد السعودية للنزول عن الشجرة وليس امام المدافع عن اهله وارضه سوى الدفاع مهما طال العدوان

 

وفيما يتعلق بتفجيرات الكويت قال السيد حسن : " ندين كل عدوان على المساجد سواء في الكويت والسعودية ولكن يجب التنويه ان الكويت اميرا وحكومة ومجلس امة وقوى سياسية وعلما وسنة وشعية وعامة الناس قدموا نموذجا رائعا في التعاطي مع هذه الجريمة "

معتبراً أنّ أهل الكويت بموقفهم الرائع هذا ربحوا بلدهم لان المجرم الذي فجر نفسه ومن يقف خلفه ارادوا اشعال الفتنة في الكويت ،بينما في البحرين عندما اطلق التهديد بتفجير المساجد حاول النظام البحريني للاستفادة من هذه التهديدات ومع ذلك الشعب البحريني بوعيه وإخلاصه مستمر بحراكه السلمي واليوم بخروجه دعما للقدس اكد وعيه .

 

وفي الشأن اللبناني قال السيد حسن نصر الله أنّه قبل اسابيع ظهر أن البلد ذاهب الى أزمة ومع ذلك لم يحاول البعض أن يحلها رغم ان للتيار الوطني الحر مطالب محقة، وظن البعض انه يمكن الاستفراد بالعماد ميشال عون وهذه قراءة خاطئة .

 وأكد أنّ حلفاء العماد عون لم ولن يتخلوا عنه وعن تياره.

وعن عدم مشاركتهم قال : "نحن رأينا انه ليس من الحكمة المشاركة في التظاهرات الى جانب التيار الوطني كما ان العماد عون لم يطلب منا المشاركة لانه يتفهم حجم المسؤوليات"

 

وقال السيد أنه يجب التفاهم على آلية واضحة لعمل مجلس الوزراء واؤكد ان لا العماد عون ولا احد من الحلفاء يريد تعطيل او اسقاط الحكومة ولكن كلنا نريد ان تعمل الحكومة بشكل صحيح وقانوني .

وفيما يتعلق بعمل مجلس النواب قال : " نحن مع ان يعمل مجلس النواب وينشط بشكل طبيعي ونحن ندعو الى فتح دورة استثنائية لمجلس النواب وان نطلق عمله وفي ذلك نحن نراهن على حكمة وحلم الرئيس نبيه بري "

 

 

وعن الازمة الحكومية إعتبر السيد  أنه يجب أن تحل من خلال نقاش يفتح مع التيار الوطني الحر من قبل تيار المستقبل، لان الرهان على الوقت خاطئ والرهان على عزل العماد عون خاطئ

 وأكد دعمه للتيار قائلاً : "نحن لن نتخلى عن تحالفنا مع التيار الوطني الحر وخياراتنا في هذا التحالف مفتوحة لذلك الاجدى الذهاب الى حوار يبدأ ثنائيا بين التيار الوطني وتيار المستقبل ومن ثم ندعمه وننضم اليه "

وختم السيد حسن نصر الله حديثه بقوله : لبنان اليوم أحوج ما يكون الى مؤسساته الدستورية وعيشه المشترك لان قدر اللبنانيين هو العيش المشترك والشراكة الحقيقية فيه باعتماد الحوار والتلاقي وعدم الرهان على المتغيرات الاقليمية والدولية .