يبدو أنّ موضوع رفع الحظر عن الصواريخ الباليستية وتصدير السلاح وتوريده من وإلى إيران، أخذ وقتاً وإهتماماً أكثر مما يستحق ، بينما لم يكن موضوع رفع العقوبات العسكرية من أولويات الدبلوماسية النووية الإيرانية حتى الأسابيع الأخيرة الماضية .

فالمرشد الأعلى السيد خامنئي، لم يذكر سوى العقوبات المالية والمصرفية في خطاباته الأخيرة ، وبتعبير آخر أوضح بأنه عند ما يلح على الرفع الفوري للعقوبات متزامناً مع توقيع الإتفاق النووي، يقصد العقوبات المصرفية والمالية وصرّح بأنّ بقية العقوبات يجب رفعها بالتدريج .

ولكن تبين منذ أيام بأنّ وزير الخارجية الإيراني يطالب بأكثر مما طالب به المرشد الأعلى حيث أنّه يلح على رفع كافة العقوبات بما فيها العسكرية، وهذا هو ما أنذر به نائب متشدد في الكونغرس قبل أيام، محظراً الوفد الأميركي من الوقوع فيه.

يقول مصدر روسي إن سجالاً عنيفاً حدث بين الوفدين الإيراني والأميركي خلال إحدى الإجتماعات بينهما بحضور المنسقة الأوربية للسياسة الخارجية فدريكا موغريني ، صبّ وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف، جام غضبه على وزير خارحية الولايات المتحدة بعدما هدد إيران بمغادرة المفاوضات، وردّ ظريف على نظيره الأميركي صارخاً: أنتم الذين ورطتم المنطقة برمتها في كل هذه المشاكل، بسبب دعمكم للإرهابيين بالمال والسلاح، لا يحق لكم أن تحددوا وتقيدوا طاقاتنا الصاروخية .

أضاف المصدر الروسي، بأن موغريني تدخلت بتهديد إيران بترك المفاوضات، ولكن ظريف لم ينسحب وإستمر قائلاً: إياكم أن تهددوا وزيراً إيرانياً.

أعجب وزير الخارجية الروسي برد ظريف وعلّق عليه: وأيضاً من تهديد وزير روسي .

يبدو أن إيران فور بلوغ المفاوضات إلى نهاياتها السعيدة، إنتهجت سياسة حافة الهاوية، وأنها متيقنة من أن حجم استثمار الطرف الأميركي وصل إلى درجة يستحيل معه العودة إلى الوراء وتجاهل جميع الإنجازات التي تمّ الحصول عليها حتى اللحظة بينما لم يبق إلاّ موضوع العقوبات العسكرية .

إيران ترى بأم عينيها أن السعودية وبقية دول الخليج يشترون السلاح من أوروبا وأميركا ، فكيف لا يحق لها شراء السلاح وبيعه ، بينما هي طرف أساسي في الحرب مع الإرهاب في المنطقة؟ وإذا كان الأمر كذلك فماذا يبرر استمرار العقوبات العسكرية.