عندما تضيع المقاييس تضيع معها المعايير الأخلاقية وتسقط المحرمات وتستباح الكرامات.

فالفريق الممانع في البلد الذي أضاع المقاييس الوطنية بتعطيله المؤسسات الدستورية ، من خلال إصراره على الشغور الرئاسي إلى إضعاف المؤسسة العسكرية مروراً بتعطيل المؤسستين التشريعية والتنفيذية ، لا يجد حرجاً في توجيه الإتهامات يمنةً ويُسرة ، وخصوصاً ضد الذين يختلفون معه في الرأي وفي التوجه السياسي وفي النظرة إلى أي لبنان نريد .

فهل نريد لبنان الحر السيد المستقل؟ أم لبنان المرتهن لمشاريع إقليمية مشبوهة؟

وبالتالي فإنّ الأبواق الممانعة التي تأكل من مال السلطان فإنّها مضطرة لأن تضرب بسيفه ، فتجتهد بالبحث عن أوصاف لا تليق إلاّ بها بحق فاعليات شيعية لها حضورها على المسرح السياسي وتحمل مشروعاً وطنياً وتدعو إلى قيام دولة العدالة والمؤسسات وعدم الوقوع في فخ المشاريع المذهبية بعدم الإرتهان إلى المشروع الإيراني القائم على تصدير ثورته إلى الخارج .

فبالأمس القريب تمّ وصف هؤلاء بشيعة السفارة ، واليوم يتم وصفهم بشيعة غب الطلب في مقال هو أقرب الى اللغة السوقية والشوارعية ويفتقد إلى الحد الأدنى من المصداقية والأمانة المهنية أوردته واحدة من مطبوعات الممانعة وتسمى مجازاً بجريدة الأخبار في عددها يوم أمس الاثنين .

وجاء تحت عنوان :( شيعة 14 آذار يشكون التهميش  ) ، ويتضمن جملة من المغالطات والإفتراءات ، حيث جاء فيه أن الرئيس فؤاد السنيورة استدعى إلى مكتبه قبل أيام (الرفاق الشيعة) وحضر منهم الشيخ عباس الجوهري والأستاذ علي الأمين والدكتور حارث سليمان ( بهدف إقناعهم بالانضمام إلى المجلس الوطني لفريق الرابع عشر من آذار ) ، إذ لا بد من وجود إطار شيعي مستقل داخل المجلس في وجه حزب الله وحركة أمل .

لكن جواب الوفد كان واضحاً لجهة انتقاد الطريقة التي على أساسها نظمت إنتخابات المجلس .

وتتابع جريدة الأخبار ، ولم يخفِ الوفد في اللقاء الذي حضره منسق الأمانة العامة لفريق الرابع عشر من آذار فارس سعيد والوزير السابق حسن منيمنة ومستشار السنيورة رضوان السيد استياءه من عدم قيام المسؤولين عن المجلس بمبادرة تجاه الشيعة كرد جميل لهم على عطائهم في هذه الثورة منذ إنطلاقها كتعيين شيعي رئيساً للمجلس .

إلاّ أنّ الرد جاء سريعاً من المكتب الإعلامي للرئيس فؤاد السنيورة الذي أكد أن ما نشر في صحيفة الأخبار في عددها الصادر يوم الإثنين في السادس من شهر تموز في مقال بعنوان شيعة 14 آذار يشكون التهميش هو كلام مختلق ولا أساس له من الصحة .

وعليه فإنّ أقل ما يُقال في ما تضمنه هذا المقال هو تزييف للحقائق ، فهؤلاء الفاعليات الشيعية الذين ورد ذكرهم ، هم ليسوا شيعة 14 آذار حتى يشكون التهميش ، وليسوا مهمشين بدليل حضورهم السياسي والإجتماعي والمهني .

ولا يستجدون أيّ دور لهم من أي فريق كما يفعل غيرهم .

وبالتالي فهم يرفضون التقوقع داخل أي إطار وتأبى عليهم كرامتهم بيع حريتهم بحفنة من الدولارات كمن باعوا أنفسهم بالمال الإيراني النظيف ، فهؤلاء أقطاب شيعية مستقلون يعبرون عن رأيهم بكامل حريتهم وضميرهم الحي وهم أصحاب قرار حر غير مرتهن لأحد لا في الداخل ولا في الخارج .

إلا أنّ الإعلام الممانع تأبى عليه النفوس المريضة إلا أن يتاجر بالكلمة وبالقيم الأخلاقية ودأبه في ذلك  (الكذب ملح الرجال وعيب على الذي يصدق )

 

 

طالب ابو الحسن