اعتبر رئيس كتلة "المستقبل" النيابية الرئيس فؤاد السنيورة "إن حزب الله والتيار الوطني الحر والأطراف الحليفة لهما تتحمل نتائج ممارسات التعطيل وما يصيب البلاد من مصائب وتراجعات وأزمات ، ومسؤولية ما يمكن أن يصيبها في المستقبل اذا ما استمرت سيطرة السياسة العائلية والفردية والشخصية الخاضعة لأجندات إقليمية لارتهان المصائر الوطنية".

  واكد خلال رعايته حفل الافطار السنوي لمؤسسات الهيئة الاسلامية للرعاية في صيدا والذي تزامن مع احتفال الهيئة بعيد تأسيسها الثلاثين، "ان المهمة الأساس، في هذه المرحلة، هي مهمة انتخاب رئيس للجمهورية لإنهاء حالة الشغور الرئاسي وانتخاب الرئيس القوي بحكمته ورؤيته البعيدة ومناقبيته وقدراته القيادية وقدرته على جمع اللبنانيين في المساحات المشتركة وهي الصفات التي تمكنه أن يكون رئيسا توافقيا ويكون رمز وحدة اللبنانيين لا عنوانا لتفرقهم".

  واعتبر ان "الرئيس المقبل إن لم يكن رئيسا توافقيا ووفاقيا في الوقت عينه، سيتحول بذاته إلى مشروع مشكلة وليس الى مشروع حل"، داعيا "النواب في المجلس النيابي للتوجه بالحق والواجب والتوافق لانتخاب رئيس الجمهورية اليوم قبل الغد" .   ورأى ان "الشعب اللبناني يعرف مصالحه، ويعرف طريقه ولديه من يمثله، لكن ليرفع حزب الله وايران أيديهم عن لبنان وعن رقاب اللبنانيين، وليدرك فداحة نتائج تورطه في الحرب السورية"، معتبرا أنه "حين يقدم الحزب على الانكفاء عن هذا التورط القاتل، فإنه ولا شك سيعود إلى رحاب الوطن والسلم الأهلي وعندها سيجد قلوب اللبنانيين وعقولهم وضمائرهم ترحب به".

  وتوجه السنيورة الى الدولة الايرانية بأنه "وبدل الانغماس في صراعات لا تنتهي وفي إثارة النعرات ومحاولات الاستقواء وفرض الهيمنة، فإن من مصلحتها الإسهام مع الحكومة اللبنانية وعبرها مع جميع اللبنانيين ومع جميع الدول

العربية في بناء علاقات أخوة وصداقة مبنية على المشتركات الكثيرة وعلى صلات التاريخ والجغرافيا والجوار وعلى أساس الاحترام المتبادل وعلى قواعد المصالح العديدة المشتركة ودون التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية".

  واعتبر "أن الاستمرار باعتماد منطق التسلط والاستقواء بالسلاح وغض النظر عن التطرف من جهة، ورؤيته فقط لدى الطرف الآخر، من دون التنبه إلى حقيقة أن التطرف لدى طرف يستولد أو يزيد التطرف لدى الطرف الآخر ،

 

هو ما يفتح الطريق للعنف وللارهاب والارهابيين ويعطيهم الذريعة للتصاعد وللتمدد والانتشار"، مشيرا إلى انه "إذا كان المراد تجنين أهل السنة والجماعة ودفعهم باتجاه التطرف بالاعتداءات من جهة، وبالادعاءات من جهة ثانية،

فهذا في الحقيقة عمل مدمر وهو بإذن الله وبإرادتنا جميعا لم ولن يحصل. "

  ودعا "لوجوب التنبه للأهوال والمخاطر التي تحيط بنا وما يجري في المنطقة من العراق إلى سوريا واليمن وليبيا وما جرى مؤخرا في تونس والكويت،

وفرنسا والقاهرة والصومال من ارتكابات الإجرام والإرهاب والاغتيال والمحاولات المتكاثرة لنشر الفوضى، والانعكاسات التي تطال بلدنا ومجتمعنا بنارها وبتداعياتها، حتى لا ينجرف بلدنا أيضا إلى هذا الأتون الملتهب".    ورأى

"ان آفتي الاستبداد والديكتاتورية من جهة والتطرف والمذهبية والإرهاب من جهة ثانية هما وجهان لعملة واحدة".