هو المحب للسلطة والتسلط، والمتخوف من خسارة المراكز العالية والمهمة، هو المنطلق من مقولة "أنا أو لا أحد" ،إنه الجنرال ميشال عون ، الذي كما عهدناه وكما عودنا دائما ، رجل التعطيل للمؤسسات الدستورية.

"لازم يكون بكل عرس للجنرال وأصهرتو قرص"، فمن العناد الذي أظهره من خلال تمسكه بأن يكون له حصة بكل  مؤسسة من مؤسسات الدولة انطلاقا من رغبته في إلباس نفسه لقب رأس الهرم للدولة اللبنانية وعدم قبوله التنازل أو فتح باب الفرص من أجل التوصل لحل من أجل انتخاب رئيس غيره وصولا إلى التمسك بقيادة الجيش لصالح صهره وإصراره على هذا الأمر .

وفي هذا السياق، يبدو أن عون لم يكتف بتعطيل مؤسسات الدولة إنما أيضا يعتبر المسؤول الأول والأخير عن تعطيل انتخاب رئيس جديد للتيار الوطني الحر، حيث أن الجدير بالذكر أنه على الرغم من أن عون هو الأقوى مسيحياً لكنه الأضعف تأييداً داخل تياره، وإن عدنا إلى التأجيلات السابقة للمؤتمرات نجد أنّ الهدف الأساسي منها هو عدم قدرة الرئيس العوني على إبقاء نفسه أو تعيين "صهره المدلل" باسيل، ففي 23 آذار الماضي سنة 2014 تأجلت الإنتخابات الداخلية لـ"التيار الوطني الحر" للمرة الخامسة بسبب عدم توقيع عون على اللائحة التطبيقية للنظام الداخلي في الموعد المحدد، لكن المعلومات التي تم تداولها أشارت إلى أن السبب الرئيسي والأساسي للتأجيل تعود إلى الخلافات الداخلية المزمنة بين أفراد طاقم التيار (جبران باسيل المدعوم من عون والأعضاء الآخرين الذين يسعون للرئاسة) على الخلافة.

 فشعار التيار الوطني الحر المتمثل بالتغيير والإصلاح يبدو أنه يعني تغيير الوراثة من ميشال إلى صهره ولو قدر لعون أن يكون له ولداً لرأيناه مصراً على أن يكون الآخر وزيراً أو نائباً ومندفعاً أكثر ممّا هو الآن، وإن أردنا مقاربة مفهوم عون للتغيير، يظهر لنا أنه يختصر بما معناه "التعطيل تلو التعطيل"، والإصلاح هو بجر البلد إلى المجهول .

فالهوس بالسلطة الذي يتمتع به عون يظهر مدى مسؤوليته في التعطيل الطارئ إما في مؤسسات الدولة أو سيطرأ في المؤتمر القادم لإنتخاب الرئيس.

ختاما، لو قدر لعون أن يفصل كل المؤسسات في لبنان على مقياس اللون الأورانجي لما قصر، وكأن الشباب بلبنان انقطعوا إلا شباب عيلة الجنرال"