تضج مواقع التواصل الإجتماعي اليوم بصور "ذكرى عبرا" ، فهذه الحادثة لم تغب بعد عن ذاكرة إبن صيدا بشكل خاص والسني بشكل عام  ،وعلى الرغم من دعمنا الكامل لأن يضرب الجيش بيد من حديد ، غير أنّ هذه الحادثة ضيّقت مفهوم المؤسسة العسكرية والقوى الأمنية .

فسلاح الأسير الذي "هيّج" عبرا ، لا يختلف عن سلاح "حزب الله" الذي صنع إنتصار العار في بيروت والجبل في 7 آيار ...

وفي حين القوى الأمنية ضربت الأول بمعركة حاسمة ، نجدها "مش أد الحزب" ، فتمنحه شرعية السلاح وشرعية الإقتحام وشرعية بناء الدويلة .

 

هذه المعركة ضد التطرف ، "معركة متطرفة" حيث قد يفسرها البعض بأنّها  تستهدف فئة معينة و طائفة محددة ، الأمر الذي سمح للإرهاب أن يتفشّى وللفكر "الداعشي" أن يتعمق بأذهان الذين حملهم كل من الدولة والحزب "العار والذل" .

 

اليوم تعود ذكرى عبرا ، مترافقة مع أحداث رومية ، وفي كلا الحالتين طائفة واحدة تعاني الأمرين وهي "السنة" ، حيث أن مشايخهم وأبنائهم من يقبعون في السجون ، وحيث أن الممارسات القاسية لا تحصل إلا "لتكسير رؤوسهم " ...

 

هذا الأداء الأمني  أعاد جرح عبرا للواجهة في ذكراها ، فأبناء "المربع الأمني " كما يسمونه ، لو وجدوا في حينها حسم الدولة ضد مربعات الضاحية ، لتكاتفوا ضد الإرهاب وضد الأسير ولآزروا القوى الأمنية بكل "طاقاتهم "

 

خلاصة القول ، أبناء عبرا وأبناء طرابلس ، وموقوفي رومية ، ليسوا في معركة ضد الجيش  ....

وفي ذكرى الحادثة أقول :

كل ما أرادوه هو العدالة ، فأحيوا العدالة ليموت التطرف