على رغم كون الطلاق الخيار الأنسب في بعض العلاقات، خصوصاً في ظلّ غياب التفاهم والاحترام والحبّ بين الزوجَين وكثرة الخلافات والمشكلات بينهما، إلّا أنّ الانفصال ليس سهلاً. وهو بالتحديد ليس سهلاً على المرأة، التي تختار الاستمرار في حياتها بمفردها وكأنّ شيئاً لم يكن، فالوحدة «قاتلة» و«مدمّرة» وتخلّف الألم والحزن وجراحات لا تندمل بسهولة.

ويلاحظ علماء النفس أنّه «بعد الانفصال والطلاق، تميل المرأة إلى البحث عن رجل بديل عن زوجها يعوّض لها غيابه وفراغه ويشعرها بأنّها محبوبة ومرغوبة، إلّا أنّها قد تقع في الخطأ ذاته مرّةً أخرى وترتبط برجل يشبه زوجها السابق».

ومع تفشّي ظاهرة زواج المرأة مرّةً أخرى من رجل يشبه طليقها بصفاته أو شكله أو طريقة تعامله معها، تطرّق موقع huffingtonpost إلى كيفيّة تفادي المرأة الارتباط بطليقها مجدّداً. ومن أبرز النصائح التي قدّمها القيّمون على الموقع:

العمل على الذات

وجد الخبراء أنّ «القاسم المشترَك الوحيد بين علاقة المرأة السابقة وعلاقتها الحالية هو المرأة بحدّ ذاتها»، موضحين أنّه «حتّى لو كان طليقها أو حبيبها السابق رجلاً فظيعاً، إلّا أنّه كان بإمكانها القيام ببعض الأمور أو بذل بعض الجهود لإنجاح زواجها من الفشل».

وقد دعوها إلى «إعادة التفكير مليّاً بعلاقتها السابقة وخوض التحدّي بعدم تكرار أخطاء الماضي ذاتها». ومن الخطوات التي يمكنها اتباعها تفادياً للزواج من رجل يشبه طليقها، ذكروا: «إنشاء قائمة بالصفات السلبية أو الأشياء التي كانت تكرهها في زواجها السابق، فهذا يساعدها على إعادة رسم خياراتها وتحديد أهدافها المستقبلية وبالتالي التطلّع إلى علاقة أكثر نجاحاً».

عيش العزوبية مدّة من الوقت

«صحيح أنّ الطلاق يخلّف الجراح وآلاماً يصعب التحرّر منها، وصحيح أنّه يزعزع ثقة المرأة بنفسها ويشعرها بحاجة إلى الارتباط بأيّ كان، للتأكيد لنفسها وللآخرين بأنّها ما تزال محبوبة ومرغوبة، إلّا أنّه من الضروري أن تعيش العزوبية لفترة»، على ما أشار علماء النفس.

وأوضحوا أنّه «بعد الطلاق، تكون المرأة بحاجة إلى عيش العزوبية وإعادة التفكير بنفسها والتركيز على حياتها الخاصّة ومشاريعها المستقبلية، فتكتشف ما هي عليه اليوم وما تريده فعلاً من الحياة ومن الآخر»، ملاحظين أنّ «مواعدة رجل بعد الطلاق قد تكون خطوة إيجابية في بعض الأحيان إذ تحرّرها من الوحدة والألم، إلّا أنّها قد تفوّت عليها فرصة عيش لحظات ذهبية بمفردها، لحظات تعيد خلالها رسم مصيرها ومحور حياتها».

وفي حين أنّ الناس ينظرون إلى الطلاق بطريقة سلبية، أكّد علماء النفس أنّ «الطلاق قد يكون بمثابة فرصة إيجابية لإعادة اكتشاف الذات وتطويرها». وكانت الدراسات قد أثبتت أنّ «المرأة بحاجة إلى سنتين قبل إعادة عيش علاقة عاطفية جديدة، وإلّا فإنها ستختار رجلاً يشبه كثيراً زوجها السابق أيْ طليقها، وبذلك تكون قد أعادت ارتكاب الخطأ ذاته».

مسامحة الذات والآخر

ينتهي الزواج ويخلّف وراءه جراحات وحقداً دفيناً يصعب التحرّر منه، إلّا أنّ الخبراء يحذّرون المرأة من مخاطر الحقد هذا وآثاره السلبية عليها، مشبّهينه «بشرب كميّة من السمّ وتوقّع موت شخص آخر».

ودعوها إلى مسامحة نفسها وغفران خطايا زوجها السابق، مؤكّدين: «عوض ملامة نفسك على الأخطاء التي ارتكبتها وتلك التي لم تقومي بها، حاولي مسامحة نفسك لتتحرّري من علاقتك وتطلّعي قدماً لعلاقة أنجح وأكثر ثباتاً واستقراراً». وخلصوا إلى نتيجة مفادها أنّه «كلّما سامحت المرأة نفسها أسرع وغفرت لطليقها ذنوبه، كلّما حظيت بفرصة أكبر للتحرّر من ذنوب الماضي والاستفادة من فرص المستقبل».

وفي الختام، شدّد القيّمون على الموقع على أنّ «الزوج السابق لا يمكن أن يكون شخصاً بائساً خالياً من الصفات الإيجابية، وإلّا لما كنتِ تزوّجتِه». وقد دعوا المرأة التي ترغب في إعادة رسم حياتها ومستقبلها إلى «إعداد قائمة بصفات زوجها السابق الايجابية والتي ترغب في إيجادها في شريكها المستقبلي».