اشار مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان الى انه "سنتجاوز كل الصعاب والأزمات، بمزيد من الحفاظ على الوحدة الإسلامية"، لافتا الى ان "رسالتنا هي ليست رسالة صراع مذهبي او طائفي، رسالتنا منطلقة من تعاليم ديننا وهي ان المسلمين هم اخوة ويتعاونون على البر والتقوى، لن يكون هناك لا فتنة سنية – شيعية، ولا فتنة درزية – سنية، المسلمون مع بعضهم البعض متفاهمون".
وخلال استقباله أمناء المركز الثقافي الإسلامي اكد دريان "اننا نعيش أيضا في أزمات في هذا البلد تجاه ما يحدث من شلل على كافة المؤسسات الدستورية والوطنية، أكثر من سنة ونحن بدون رئيس للجمهورية"، معتبرا ان "هذه الجمهورية لا يمكن ان يستقيم امرها الا بانتخاب رئيس للجمهورية"، مضيفا "نحن نعيش شبه تعطيل للمجلس النيابي التشريعي الذي عليه ان يجتمع أيضا من اجل انجاز الاستحقاق الانتخابي، ومن اجل ما يجب القيام به من تشريع ومراقبة، ونحن ننظر بحذر شديد الى محاولة تعطيل العمل الحكومي".
ورأى دريان "اننا في هذه الأيام نفتقر كثيرا في ظل ما يحدث من تشويه صورة الإسلام وصورة المسلمين نفتقر الى الكثير من الثقافة"، مشددا على ان "المركز الثقافي الإسلامي هو الذراع الثقافي لدار الفتوى"، مضيفا "لقد وصل بنا الأمر كثيرا لما نشاهده من انتهاك لحقوق الإنسان وكرامة الأنسان، ساءنا جدا ما شاهدناه منذ يومين من تعذيب لبعض السجناء، هذا الأمر وصف بانه جريمة، ان هذا الأمر يعتبر أيضا منافٍ للأخلاق الإسلامية، وللمبادئ الإنسانية العامة، ولكرامة الإنسان، وهذا الأمر يمسّ سمعة لبنان تجاه المجتمع الدولي"، لافتا الى ان "هناك مساجين إلى الآن لم تتم محاكمتهم حسب الأصول، ولكن هم أناس يجب أن يتمتعوا بكافة الحصانة وبكافة الكرامة الإنسانية، ممنوع أن يتعامل هؤلاء السجناء بأي أسلوب مخالف لأبسط القواعد القانونية".
واكد دريان "اننا بحاجة إلى استنهاض عروبي حقيقي، استنهاض إسلامي أيضا ، وكفى ما يحدث في الدول العربية من انتهاكات لكرامات الناس ولحقوق الناس، نحن أمة تؤمن بان الدين الإسلامي وأيضا العروبة ليس فيها إلا الرحمة وليس فيهما إلا الاعتراف بالآخرين".