رأى رئيس "اللقاء الديموقراطي"  وليد جنبلاط في موقفه الأسبوعي لجريدة "الأنباء" انه "لا تكاد تخفت أو تنطفىء الأنباء عن مشروع وحشي ما يهدف للقضاء على ما تبقى من النسيج الإجتماعي في العاصمة، حتى تنتقل المعلومات للتحدث عن مشروع وحشي آخر في محلة أخرى من بيروت. والهدف الأوحد هو إفساح المجال أمام الشركات العقارية التجارية التي تريد هدم كل الأبنية القديمة وإستبدالها بناطحات سحاب إسمنتية أو زجاجية تلامس الغيوم والسماء!".

وسأل: "لماذا هذا التدمير المنهجي لمعالم بيروت القديمة؟ ولماذا الإقفال التدريجي لمنافذ ومتنفسات المواطن البيروتي وسكان العاصمة؟ فبعد مشروع إقفال ملعب الطريق الجديدة ومشروع بناء مجمعات تجارية في ميدان سباق الخيل ومشروع بناء مرآب في حديقة "اليسوعية" ومشروع فؤاد بطرس في قلب الأشرفية الذي سيقضي في مسلكه المروري على عدد كبير من الأبنية القديمة وعلى النسيج الإجتماعي لتلك المحلة؛ بعد كل هذه المشاريع ها هي المخططات تستهدف هذه المرة حي عبرين التراثي في الأشرفية!".

وقال جنبلاط: "فكيف يجوز لوزارة الثقافة وبلدية بيروت أن تقفا مكتوفتي الأيدي إزاء ما يخطط لهذه المحلة من مشاريع عقارية ضخمة سيستوجب قيامها هدم عدد من الأبنية القديمة وبعضها يعود الى حقبة نهاية القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين؟ وهل يجوز بعد اليوم السكوت عن هذا التدمير المنهجي لذاكرة العاصمة ونسيجها الإجتماعي والتراثي؟ للأسف الشديد، فإن كل ذلك يحصل في مناخ من التعطيل غير المبرر للحكومة التي هي آخر معقل دستوري ومؤسساتي عامل ودائما لأسباب واهية وغير مبررة على الإطلاق. فمصالح الناس والإهتمام بقضاياها أهم بكثير من الحسابات الفئوية الضيقة لهذه الجهة السياسية أو تلك".

وتابع: "ولكن مع إصرار البعض على بث اليأس في نفوس اللبنانيين، رأينا ومضة أمل من خلال عيد الموسيقى الذي كان محطة فنية هامة أتاحت للشباب اللبناني متنفسا يبدو أنه صار مفقودا في معظم المجالات الأخرى لحياتهم. فتحية لهذا المجتمع اللبناني الحي الذي يرفض أن يحبط رغم كل الظروف القاسية والصعبة".