رأى عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب  نواف الموسوي خلال احتفال تكريمي أقامه "حزب الله" في حسينية بلدة شحور، انه "ما من أمة من الأمم تحظى اليوم بالكرامة والعزة إلا وقد مرت في طرق كثيرة من حروب متعددة راح فيها الملايين من شبابها من أجل أن تحقق لنفسها السيادة التي هي ليست شعارا يردد، بل هي وضع ننشئه بأفعالنا ونمارسه بعد ذلك في كل موقف نتخذه، ولذلك فإنه من الطبيعي أن تتداعى أوهام دعوة البعض إلى السيادة بعد أن تبين أنه يقف في باب هذا السفير أو ذاك ليستجدي مالا أو دعما، ولكن عندما يكون لدى هذه الجماعة شباب حاضر للاستشهاد للدفاع عن حقوقه، فحين ذاك تكون علاقته مع الآخر ندية وقائمة على الاحترام المتبادل، وأما العلاقة التي تقوم على أساس التبعية المالية فهي ليست من السيادة ولا من الاستقلال أو الحرية بشيء، وبالرغم من أنه من الطبيعي أن أصحاب القضايا يسعون إلى الحصول على دعم لقضيتهم، لكن شتان بين قضية وقضية وبين دعم ودعم وبين موقف وموقف".

ولفت الى أن "ثمة طبقة سياسية في لبنان قد آثرت ذهنية القناصل التاريخية، بحيث تقدم ولاء للأجنبي مقابل دعم مالي وسياسي بهدف استحكامها وسيطرتها على الحكم لفرض السيطرة الآحادية عليه بعد ذلك، فما جرى يؤكد أن الذين سلكوا درب المقاومة والشهادة هم القادرون على أن يحققوا السيادة والحرية والاستقلال للبنان"، مؤكدا أنه "لا يمكن تحت أي ظرف من الظروف أن يبيع المرء دمه وقيمه وأهله من أجل موقف خارجي أو أجنبي، ونحن إنما نقدم هذه التضحيات التزاما بقناعة نشأت من عقيدة راسخة ولتحقيق هدف واضح، لذلك فإن علاقاتنا بصفتنا جهة أساسية في هذا البلد تقوم مع العالم كله، سيما مع أصدقائنا وحلفائنا على الاحترام الكامل".

وشدد على أنه "لا يمكن لأحد أن يتعاطى معنا نحن الذين نقدم أنفسنا دفاعا عن مبادئنا بالطريقة التي ظهرت في التعاطي مع البعض في لبنان، فالأب الذي قدم شهيدا يقف مندوبو حلفائنا عند بابه ويقبلون عتبة داره، وكذلك سفراء حلفائنا الذين قام العديد منهم بتقبيل أيادي آباء شهدائنا، فهكذا يتم التعاطي مع الأحرار والمجاهدين والذين يقدمون ثمرة فؤادهم، ولأننا نقدم هذه التضحيات فلدينا ميزة عن غيرنا، بأنه لا يمكن لأحد أن يتعاطى معنا إلا على سبيل الاحترام، بل ويشعر بالتقصير حيالنا لأننا حين نقف ونقاتل ونستشهد، فإننا نقاتل دفاعا عن الجميع، والذين يحملون علينا يعرفون أننا بوقفتنا دفاعا عن لبنان نحميهم، وإلا لما كان بإمكان واحد منهم أن يبقى في لبنان"، مشيرا الى "أننا بنينا في مواجهة العدو الصهيوني قدرات تمنعه من التفكير في العدوان على لبنان كما أننا نخوض حربا شرسة في مواجهة أشقى خلق الله على الأرض في هذه الآونة وهم التكفيريون، ونحقق الإنتصارات التي بموجبها يكون للبنان اليوم هذا الشعور بالاطمئنان والسلامة والأمان، ولولا هذا السد الذي أقمناه وهذا الحزام الذي زنرنا به لبنان لكان مستباحا أمام هجمة لا تبقي فيه ولا تذر، ولذلك فعلى هؤلاء أن يصارحوا جمهورهم بما يقولونه في غرفهم المغلقة بأن قتال حزب الله في مواجهة التكفيريين هو الذي يحمي لبنان، بل ويحمي المنطقة بأسرها، لأنه لو كتب للتكفيريين أن ينتصروا في سوريا لكنا قرأنا الفاتحة على لبنان وعلى العراق وعلى غيره".