انتهى الموسم الماضي، وديك المحدي على «فوهة بركان»، على الرغم من كون ممثلها في بطولة لبنان بكرة السلة فريق «الشانفيل» قد حقق أقصى طموح وضعته الهيئة الإدارية قبيل انطلاق الموسم وهو الوصول الى «المربع الذهبي»، ما يعدّ انجازاً لها ولداعمي النادي وللجهاز الفني نظراً للصعوبات التي عانها الفريق المتني التي هددت وجوده في البطولة من أساسه، وأخرت في إعداده الى ما قبل اسبوعين فقط على اولى مبارياته في البطولة.
فقد كاد «الشانفيل» ان يلعب دور فرق الـ «كومبارس» لولا التدخل المباشر من العماد ميشال عون، الذي يمون على بعض رجال الاعمال في التدخل لمساندة الفريق في محنته وإعادته الى السكة الصحيحة خصوصاً انه قبل ثلاثة مواسم فقط كان بطلاً للبنان، ولا يمكن ان يتم تركه لمصيره، فكان دخول أكرم الحلبي صاحب الشخصية «الخاصة» على خط الدعم من باب الرئاسة الفخرية ومعه بعض الرعاة.
بداية المشكلة
تأمن المال، ظهرت بعض المطبات خلال الموسم، مثل الإيقاف الدولي وعدم القدرة على استبدال الاجانب، فتم العمل بين الحلبي والادارة على حل المشكلة وإزالة الحظر، وهو امر توقف عنده الحلبي في احدى المقابلات التلفزيونية مستغربا حين قال: «هل يعقل ان لا يعرف الداعمون بوجود ديون على النادي وبحظر من الاتحاد الدولي على استقدام اللاعبين؟ لقد رفعنا الحظر وغيّرنا بعض اللاعبين الاجانب الذين لم يكونوا على قدر الطموحات مع العلم أن تسعة من لاعبي الفريق لم يشاركوا كفاية وكانوا يتقاضون رواتب».
يبدو ان المشكلة انطلقت من هنا، لاعبون موجودون في الفريق لا يشاركون بفعالية في المباريات ويتقاضون رواتب، وهنا يعتبر الحلبي انه اذا لا فائدة من هؤلاء الا الجلوس على مقاعد الاحتياط متسائلاً: «لماذا لم يُعط اللاعبون الصغار فرصة للمشاركة في الفريق الأول رغم فوزهم بالعديد من البطولات المحلية والاعتماد على لاعبين من خارج المدرسة التي يجب ان تكون الخزان الأساسي لفريق النادي. حاولت إصلاح ما يمكن إصلاحه ولكن في الإصلاح يكون للمرء أعداء كثر وهذا ما لمسته».
في هذه المسألة، يغمز الحلبي من باب المدير الفني غسان سركيس، لأنه هو المسؤول الاول عن اللاعبين الذين يدخلون ارض الملعب، ويزيد من شراسة الهجوم عندما أكد انه تعامل مع اشخاص «مخلصين» مسمّياً الرئيس وطوني صفير وخالد مجاعص، واللافت قوله: «حتى جان مامو في البداية»، ومعنى ذلك ان الغضب طال ايضاً مدير الفريق، ولم يضع سركيس في هذه الخانة، واعتبر انه وجد امراً مريباً من قبل الجهاز الفني وكان البعض راضياً عن ذلك» في اشارة واضحة الى مامو.
سركيس يرد
الحلبي اكد انه لا يوجد مشكلة شخصية بينه وبين المدير الفني للفريق، ولكن مدربا بحجم وتاريخ غسان سركيس لم يكن ليــــقبل ان يطلب منـــه الرئيس الفخري تقريراً عن كل مباراة في حال الفوز والخـــسارة، كونه يعتبر المحاســـبة يجب ان تكون في نهــــاية الموسم، ووفق الأهداف التي تضعها الإدارة، وهو وما اكـــده سركيـــس في رده على كــــلام الحلبي مشـــيراً الى ان الاخير كان يتدخل في الامور الفنية وتشكيلة الفريق.
المدير الفني السابق لـ «منتخب لبنان» أكد انه لم يكن على وفاق مع الحلبي، ونصحه بالابتعاد عن كرة السلة، واتهمه انه قام بمحاربته شخصياً واراد افشاله في مهمته ووضع الضغط عليه بإجباره على توقيع ورقة يتعهد فيــــها بالتأهل الى الـ «فاينال فور»، وهو أمر اعتبره سركيس غريباً ولا يحصل في اي دوري في الـــعالم وعلى الرغم من ذلك قام بالتوقيع حفاظاً على الفريق.
عقـــد سركيس وعقود كل اللاعبين انتهت في آخر شهر أيار الماضي، وفي ظل هذه الظروف يبدو انه من الصعوبة بمكان ان يلتقي الرجلان مجدداً تحت سقف نادٍ واحد الا اذا كان للإدارة عمل جبار يقرّب وجهات النظر ليسير الطرفان وفق خريطــــة طريق واضحة تصل بالفريق المتني الى بر الأمان، لكن الى الآن لا يبدو الأمر يســـير في هذا الاتجاه خصوصاً ان الإدارة أخذت موقفاً ولو بطـــريقة غير مباشرة لصالح طرف على حساب الآخر.
بيان فرحات
بعد الذي حصل، أصدر رئيس النادي المتني ايلي فرحات بياناً يستنكر ما جاء على لسان سركيس وجاء فيه: «ان ما جاء على لسان المدرب غسان سركيس من كلام خلال حديث اذاعي لا يعّبر ابداً عن وجهة نظر «نادي الشانفيل» أو أي عضو اداري فيه وإنني أستنكر اشد الاستنكار، باسم اللجنة الادارية للنادي، ما قاله سركيس خلال الحوار ونحن منه براء».
واعتبر فرحات «ان اللجنة الادارية لـ «نادي الشانفيل» تكنّ كل الاحترام والتقدير لرجال الأعمال رعاة النادي وممثلهم الصديق اكرم الحلبي الذين ساعدوا النادي وساهموا بشكل مباشر في تأهل فريق الرجال لكرة السلة الى المربع الذهبي.
كذلك، إنني وباسم اللجنة الادارية ادعو سركيس الى عدم التطرّق الى امور تخص نادي الشانفيل لأن الموقف الرسمي للــنادي يعبّر عنه رئيس وأعضاء اللجنة الادارية.
وتابع فرحات: «في هذا السياق، اشجب مجدداً ما قاله سركيس بحق الحلبي صاحب الأيادي البيضاء الذي عمل مــنذ بداية الموسم المنصرم على وضع السكة على الطريق الصحيحة خاصة نجاحه المؤثر في معالجة مشاكل بعض اللاعبين مع النادي لدى الاتحاد الدولي لكرة السلة».