تحدى زملاءه فأنهى حياته. صعد على عمود الكهرباء لالتقاط صورة سيلفي لكن الكهرباء غدرته، ورمت به أرضًا. أراد التسلية في تلك الليلة الظلماء من دون ان يعلم ان شبح الموت بانتظاره، فقاومه أسبوعاً في المستشفى لكن في النهاية أسلم الروح. هو جبران ابي جمعة الذي زفّته بلدته مجدلبعنا اليوم عريساً قبل أن يكمل سنواته العشرين تاركاً غصّة كبيرة في قلب أحبائه.

لحظة واحدة كانت كفيلة بحرمان عائلة مؤلفة من ثلاثة اولاد شابين وفتاة من ولدها، واحراق قلب ام واب على ابنها. العائلة رفضت الحديث فالمصاب كبير.
أصدقاؤه يرفضون تصديق ما حصل، وانهم بهذه السهولة خسروا من سهروا معه وتبادلوا الضحكات، من حمل همّ الجميع وكان أول من يعرض خدماته على من يريد، يقول احد اصدقائه : "لن ننسى أبداً جبران وعفويته، طيبة قلبه وخوفه على زملائه، حبه للزجل، فالسهرة لا تحلو من دونه، نعم روحه ارتفعت الى السماء لكنه سيكون معنا من بعيد ليكون البعيد عن العين، القريب الى القلب، يراقبنا ويطمئن علينا".
حين تغدر الحياة
درس جبران في معهد مهني، عمل في مهن حرة متعددة، لكن كما قال صديقه: "كان طموحاً يفكر كثيراً في المستقبل وكيف يحسن أوضاعه المادية، هو من احب الحياة بكل تفاصيلها وكان يخطط لغد أجمل من دون ان يعلم ان الحياة ستبخل عليه الى هذا الحد، فلم تمنحه من سنوات العمر الا القليل لم يستطع خلالها القيام بما حلم فيه، لكن لعل في ذلك حكمة فقد يكون العالم الذي انتقل اليه مريحاً وليس كما نحن نعيش فرحًا قصيرًا وحزنًا طويلاً".

على من تقع المسؤولية؟

في اتصال مع فوج اطفاء بيروت اكد أحد رجاله أنه " في مثل هذه الحوادث يرسل الفوج خبير للكشف عن اسباب الوفاة لكن التحقيق في الحادث يكون من اختصاص النيابة العامة". وأضاف "من دون شك ما حصل مع جبران هو بسبب وجود شريط كهربائي غير مغلف جيداً عندما لمسه صعق ووقع"، واستطرد "من مسؤولية شركة الكهرباء تأمين حماية الاشرطة، وفي الوقت عينه ليس من عمل المواطنين الصعود الى هذه العواميد، ففي الأمر مخاطرة وهو ممنوع بالتأكيد".

المختار غاضب

مختار البلدة وليد عبد الخالق علّق على الحادثة بانفعال كبير، فبالنسبة اليه لو حضرَ التروي وساد الاتزان في جلسة جبران وأصدقائه في تلك الليلة، لما وقعت الفاجعة. وبرأيه، يجب البحث عن الاسباب التي تؤدي الى مثل هذه الحوادث، و"على رأسها المشروبات المنشطة"، واضاف: " نحن نؤمن بأن الاسباب تتعدد ويبقى الموت واحداً، لكن لو لم يصعد جبران الى آخر عمود الكهرباء ولمس توتره العالي، لما شهدنا هذه النهاية المأساوية".
وأردف: "عدد كبير من الشباب يموتون نتيجة حوادث سير، اذ يقود الشاب سيارة معتقداً انها طائرة والسبب في ذلك شربه للمشروبات التي ذكرتها".