إنتشرت مؤخراً معلومات ومعطيات عديدة لدى الأوساط السياسية والدبلوماسية والإعلامية عن تحضيرات ضخمة تتم من قبل قوى المعارضة السورية والمجموعات المسلحة المنتشرة في سوريا وبدعم دولي وإقليمي عربي من أجل خوض معركة دمشق وإسقاط نظام الرئيس بشار الاسد ، وبالمقابل تتداولت بعض الأوساط المطلعة على الأجواء الإيرانية أنّ هناك تحضيرات من قبل الدول والقوى الداعمة للرئيس الأسد من أجل مواجهة أيّة معركة محتملة ضد دمشق ، وأنّ هناك قرار روسي – صيني – إيراني ، بمنع سقوط الرئيس الأسد ، ورداً على ما قيل من أنّ روسيا تبدي الإستعداد للتخلي عن الأسد فقد أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مؤخراً إستمرار الدعم الروسي للأسد ، كذلك جدد المسؤولون الإيرانيون دعمهم للأسد وحكومته.

 وكانت صحيفة "المستقبل" اللبنانية نقلت عن الوفد الرسمي المرافق لـرئيس الحكومة اللبنانية تمام  سلام أنّ الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي نصح الوفد اللبناني بأن يستعد لتطورات مفاجئة على الوضع السوري .

وقالت الصحيفة إنّ السيسي أبلغ الوفد اللبناني أن "يتحسبوا من تطورات دراماتيكية قد تطرأ بشكل مفاجئ في سورية"، وأضاف: "حصّنوا أنفسكم وتحضّروا للحظة سقوط الأسد".

وأوضحت صحيفة "المستقبل" نقلاً عن الوفد اللبناني أنّ السيسي نصح الوفد بضرورة "التنبه الجيد للتطورات المرتقبة خلال المرحلة المقبلة على صعيد الملف السوري"، وبحسب الصحيفة فإنّ السيسي قال: "وضع النظام السوري سيئ كما يبدو من مسار الأحداث الأخيرة في سورية، والتوقعات تشير إلى إمكانية تدهوره وانهياره بشكل سريع ومباغت، لذلك من الأفضل أن تكونوا في لبنان متحسّبين لذلك كي تتمكنوا من مواجهة وتطويق تداعيات المرحلة".

ولفت السيسي خلال لقائه الوفد اللبناني في "قصر الاتحادية" إلى أنّ : "أي تطور من قبيل احتمال انهيار النظام السوري قد يُرخي بظلاله على الساحة اللبنانية ربطاً بما قد ينجم عنه من تبعات ضاغطة كفرضية تدفق أعداد كبيرة من اللاجئين السوريين، وبالتالي فإنّ على لبنان أن يبادر إلى تحصين نفسه والتحسّب من الآن لكيفية التعامل مع مثل هذا الإحتمال".

كل هذه المعطيات تؤكد أنّ الوضع في سوريا قد يشهد في الأسابيع المقبلة تطورات عسكرية خطيرة وأنّ كل الإحتمالات واردة  وأنّ المعارك قد تشتد في كل الجبهات الشمالية والوسطى والجنوبية وصولاً لإحتمال وصول المعركة إلى حدود مدينة دمشق، ممّا يعني أننا سنشهد إنعكاسات خطيرة على الوضع اللبناني في ظلّ إنتشار بعض المعطيات عن الإستعدادات لدى بعض المجموعات والقوى الإسلامية في لبنان لتطورات غير عادية في سوريا وإحتمال قيام هذه المجموعات بتحركات موازية للتطورات السورية .

وقد لوحظ مؤخراً إرتفاع لهجة بعض القوى والشخصيات الإسلامية في لبنان ضد إيران وحزب الله والحديث عن نصر قريب للثورة السورية ، كما يلحظ إشتداد الحملة التي يقودها بعض قادة تيار المستقبل وقوى 14 آذار ولا سيما الوزير أشرف ريفي ضد حزب الله والحديث عن سقوط قريب للنظام السوري.

ومابين التوقعات بسقوط النظام السوري ورئيسه بشار الأسد وتخلي حلفائه عنه وحصول معركة كبرى في دمشق ، وبالمقابل  تأكيد الأوساط المدافعة عن الأسد ونظامه بالدفاع عنه وعدم التخلي عنه ، يبدو أنّ الأسابيع المقبلة ستشهد تطورات خطيرة في المشهد السوري وسيكون لها انعكاسات خطيرة على الوضع اللبناني وعلينا الإستعداد لكل الاحتمالات.

ولنراقب بهدوء ما يجري في مخيم عين الحلوة والإشاعات عن عودة الصراع إلى بعض المناطق الشمالية فتلك بداية تلك المؤشرات .