شهدت زيارة ولي ولي العهد السعودي إلى روسيا توقيع إتفاقيات متعددة من الأرض إلى الجو لتفتح عهداً جديداً من العلاقات الروسية – السعودية ولتُدشن بداية خيارات روسية مندمجة بخيارات المملكة وخاصة في ما يتعلق بحروب وملفات المنطقة الأوسطية .

تُفيد مصادر مطلعة الى أنّ الروسي وبعد هبوط إيران الطوعي في الأحضان الأميركية من خلال التفاهم مع الدول المعنيّة بالملف النووي وإرادة التوقيع النهائي عندها على إتفاق يرعى مصالح الغرب وبعد تدهور قوّة الصمود الإيراني في سوريا ، والقضم السهل للمعارضة السورية لمواقع عسكرية استراتيجية وخسارة النظام لمحافظات كاملة وعدم تدخل إيران في اليمن وترك اليمنيين ضحايا عدوانيين – عدوان السكوت الايراني ، وعدوان التحالف العربي  ،  كلها عوامل أساسية أسهمت في بلورة رؤية روسية جديدة إلتقطتها القيادة الجديدة للمملكة وأرادت شراءها وبالسعر المطلوب لإستغلال فرصة المراجعة السياسية الروسية السريعة لمواقفها من إيران وحروبها في المنطقة .

من هنا جاءت الزيارة السعودية لروسيا منسجمة تماماً مع معطيّات التقاطع بين البلدين على ضوء المصالح المشتركة وحاجة روسيا إلى الدخول للسوق العربي من بوابة المملكة ، وحاجة المملكة إلى تحيّد روسيا عن سلاحيّ الفيتو القانوني والسياسي اللذين ضمنا لسورية حماية مؤقتة وآخرّا من سقوط نظام بشار الأسد .

وتذهب هذه المصادر بعيداً في إطمئنانها للمرحلة الجديدة من العلاقات الروسية – السعودية على ضوء مفاجأة القيادة السعودية بعروض روسيا السخية في الموضوع السوري ، وإستعداد القيادة الروسية للتخلي عن الأسد دون ضمانات ودون شروط مسبقة  ، وتدّعي أنّ هناك شراكة سياسية فعلية قدّ حلّت بين البلدين وأنّ ثمار هذه الشراكة ستأتي أوكُلها قريباً جداً .

وثمّة من يرى في العلاقة الروسية – السعودية مجرد توقيع إتفاقيّات ستبقى وليدة مخاض طويل ريثما تنضج ظروف إيجابية مساعدة على تطبيقها بإعتبار أنّ الروسي مازال يراهن على إيران كشوكة إقليمية في أعين العرب والغرب ومازالت مخاوفه من عدم تطبيق أيّ اتفاق من قبل المملكة حاضرة وبقوّة ، لأن تجربة تواقيع اتفاقيّات لم تكن تجربة ناجحة مع المملكة المنحازة وبالكامل لسياسات الولايات المتحدة ، وروسيا تعلم يقين العلم أنّ أتفاقها مع السعودية لا يتعدى حدود الحبر .