الاعتراف بنجاح الآخر "المنافس"... فضيلة! ونادرا ما نرى الروح الرياضية بين ممثلي وممثلات الصفّ الأوّل، خصوصاً عند انطلاق السباق الرمضاني.

فكثيرات هنّ الممثلات اللواتي يتحاشين الإتيان على سيرة مسلسل غير مسلسلاتهن، خوفاً من احتمال وجودهن أمام "الموقف المحرج": إعطاء رأيهن بأداء "المنافسة" القوية في عملها الآخر.

وفي العديد من المقابلات الصحفية والإعلامية، تحاول بعض الممثلات الابتعاد، بطريقة لبقة بعض الشيء عن سؤال الإعلامي بالقول: "أفضّل أن لا أعطي رأيي" أو "أحترم الجميع لكنني لا أرى أنّ حديثنا عن هذا العمل منساباً الآن" الخ...

وهناك من تتجاهل السؤال باعتبارها أنها لا تتابع عمل الممثلة الأخرى، أو أنّ وقتها "مفوّل"، فلا تقدر أن تتابع إلّا مسلسلها... والى ما هنالك من أعذار أقبح من ذنب تؤكد عدم اكتراثها بتاتاً بالأعمال الأخرى.

أمّا في الأعمال الهوليودية، فنجدهم يتنافسون بحرفيّة أو ما يعني باللبناني "منافسة pro". فيعطي الممثل أو الممثلة رأيه الإيجابي بزملائه، بعيداً عن أيّ خوف من أن تُسرق من أمامه الأضواء. لا يملكون أيّ حاجز يمنعهم من الثناء على أعمال كانت أنجح من أعمالهم وأكثر إبداعاً... فهذا ما يزيد من احترام الجمهور لهم وبالتالي يكسبهم شهرة أكبر وانتشاراً أوسع.

ومن المحزن جداً، أن نقرأ في وسائل الاعلام هجومات عنيفة بين الفنانين العرب وتحديدا الجنس اللطيف منهم. فنصدم بتصريحات ثقيلة العيار لممثلات لعبن أرقى الأدوار وأكثرها مكانةً في قلوب المشاهدين... ونضطرّ لقبول الحقيقة قائلين: "ليت التمثيل حقيقة وليس العكس".

من جهة أخرى، وللأسف الشديد، لا يعرف بعض مشاهيرنا حتى التصفيق لغيرهم. في حفلات التكريم الأجنبية على سبيل المثال، تحضر لايدي غاغا وجنيفر لوبيز وبيونسي ليصفّقن بصدق لتايلور سويفت وغيرها من النجوم الفائزين. أمّا مشاهيرنا فيغيبون عن هكذا حفلات في حال لم تعجبهم أسماء مستلمي الجوائز.

أمّا في برامج الهواة، لا تحضر فنانة إذا لم تكن من معجبات الفنانة الحكم... كما تتغيب النجمة اذا كانت صورتها في الأعلان أصغر من صورة الفنانة الأخرى الأكثر شهرة منها...

وفي حال أعطت إحدى الفنانات رأيها السلبي (أو الإيجابي) بأغنية معينة أو لون موسيقي معين أو موهبة معينة ولم يكن رأيها من رأي الفنانة الأخرى... فلن يكون عليها سوى ترقّب حرب باردة تمتدّ لأسابيع أو ربما لأشهر عبر مواقع التواصل الإجتماعي.

ربما لا تعرف غالبية مشاهيرنا، أنّ تهنئة الخصم، أو المنافس بمعنى أقلّ حدةّ، لن تنعكس إلا بصورة إيجابية على المبادر للتهنئة.

فعسى أن تكون هذه المبادرات، وإن حصلت، صادقة ونابعة من روح رياضية عالية، فرصيد أي فنان لا يكمن في المبالغ التي يتلقاها على أعماله ولا في أعداد المتابعين والمعجبين بل في صدق نواياه وفي نبل تعاطيه وهو في خضمّ المنافسة.

وجلّ ما نتمناه أن يلطّف شهر رمضان المبارك الاجواء بين حاملي وجه ثقافة أوطاننا العربية...