تتفاوت الامكانيات المادية لأندية الدرجة الأولى بكرة القدم، لذلك يعاني معظمها في كل موسم لتأمين مستحقات اللاعبين، الى درجة أن هدد البعض بعدم المشاركة في الدوري لتوجيه رسالة الى من يهمه الأمر، لكنه يعدل عن قراره في اللحظات الأخيرة على طريقة «مكره أخاك لا بطل» فتأتي النتيجة سلبية، وهذا ما أصاب «التضامن» صور الذي دفع الثمن سقوطه الى الدرجة الثانية للمرة الأولى منذ أن سطع نجمه في دوري الأضواء، بينما نجح البعض في استثمار المال في المكان المناسب ونذكر على سبيل المثال رئيس نادي «العهد» تميم سلمان الذي قطف الثمار بلقب الدوري بالتزامن مع النجاح المنقطع النظير في بطولات الفئات العمرية.
ومن الفرق التي تنعم بالاستقرار المالي «الراسينغ» الذي لعب دورا كبيرا في المنافسة على اللقب في الموسم 2013 ـ 2014 عندما حل في المركز الثالث بفارق ثلاث نقاط عن البطل «النجمة» لكنه سرعان ما تهاوى في الموسم الماضي الى قاع الترتيب وعانى الأمرين لينجو من الهبوط الى الدرجة الثانية بعد فوزين لافتين على «التضامن» في صور وعلى «الإخاء الأهلي» في بحمدون وذلك بقيادة المدرب رقم ثلاثة موسى حجيج، بعد الصربي ليبور بالا والتشيكي بروتيتش.
والغريب أن القيمين على الفريق لم يكتفوا بتبديل ثلاثة مدربين، بل عمدوا الى استبدال النيجيريين ابراهيم باباتوندا وديريك بالتشيكي ديفيد ستريهافكا والهولندي حسين سينيز الذي لم يقدم أي إضافة للفريق.
إصابات اللاعبين وتغيير المدربين
وعن الأزمة التي عصفت بالفريق يعزو رئيس النادي جورج فرح أسبابها الى الاصابات التي حلت ببعض اللاعبين، لا سيما لاعب الوسط النيجيري ديريك وعدم التوفيق في بعض المباريات، مبديا امتعاضه من عصبية المدرب الصربي ليبور بالا وعدم ظهور اللاعب البرازيلي ابراهيم باباتوندا، خصوصا أنه جاء بناء لتوصية من بالا، فانعكس هذا سلبا على أداء الفريق.
وحول تغيير ثلاثة مدربين في موسم واحد، يرى فرح ان الادارة ارتأت القيام بخطوة ايجابية لإعادة الثقة للاعبين، إلا أن الفريق تاه بسبب عصبية بالا وديبلوماسية التشيكي بروتيتش، فاضطرت للاستعانة بالمدرب موسى حجيج، بعدما تم الاتفاق معه على كل شيء لكنه استقال لأسباب شخصية، علما أنه حقق إنجازا مع الفريق وأن الجميع في النادي يكن له كل محبة وتقدير.
ويبدو غريبا أن «الراسينغ» أحد أعرق الأندية اللبنانية لا يملك ملعبا خاصا به، وفي هذا الصدد يبدي فرح أسفه لعدم وجود ملعب، مشيرا الى أن هذه المشكلة ليست آنية بل تعود لسنوات طويلة عانى خلالها الفريق كثيرا في تحضيراته للبطولة، لافتا الى أنه تم بحث هذا الأمر مع عدة بلديات يأمل أن يجد حلا في المستقبل القريب.
يتكبد «الراسينغ» أعباء مالية كبيرة ويعاني كثيرا لإثبات وجوده في الدرجة الأولى، لكن فرح يشير الى أن ميزانية النادي محددة ولا تقل عن 650 ألف دولار يؤمنها الرئيس الفخري الوزير ميشال فرعون ومجلس الأمناء ومجلس الشرف، لكنه يعتبر أن كرة القدم تتطور وترتفع على أثرها صفقات انتقالات اللاعبين الأجانب، ما يجعل الأندية مطالبة بزيادة ميزانياتها الأمر الذي يثقل كاهلها بأعباء إضافية وما نخشاه أن تتجاوز الميزانية الـ650 الف دولار، أملا بالحفاظ على الفريق وجعله محط أنظار جمهوره الوفي.
ويرفض فرح تهمة الشخصانية في العمل الاداري، مؤكدا أن الادارة تعقد اجتماعات دورية تبحث خلالها في شؤون الفريق، وأنها تسعى دائما لتطويره على الرغم من الظروف الصعبة التي تمر بها اللعبة عامة، كاشفا أنه سيتم التعاقد مع مدرب روماني قدير، مع الإبقاء على شاهيه كسباريان مساعدا وتعيين اللاعب السابق ربيع أبو شعيا.