لم يرد اسم الوزير السابق محمد خليفة في لائحة "شيعة السفارة" التي كلّف "حزب الله" صحافييه في إعدادها.

 

نواب ووزراء شيعة آخرون ظهرت أسماؤهم في وثائق "ويكيليكس" لم يردوا أيضاً وليسوا جزءاً من لوائح حزب الله. 

 

الرئيس نجيب ميقاتي الذي قال بحسب الوثائق إن "حزب الله ورم في الجسم اللبناني" أيضاً أُعفي من التبعات السياسية لما قاله. نواب عونيون كشفت الوثائق أقوالهم ليسوا جزءاً من نقاش اليوم حول "شيعة السفارة".

 

والحقيقة أن الوثائق في حينها شكلت فضيحة كبرى لـ"8 آذار"، وليس لـ"14 آذار"، ذاك أن ما كشفته كان مذهلاً لجهة ضيق حلفاء الحزب بحليفهم الكبير. ومن المرجح أن الحزب أدرك في حينها أن من ينتظره على المفترق هم حلفاؤه قبل خصومه.

 

"14 آذار" لكسلٍ وبلادة في أدائها السياسي والإعلامي لم تسعَ الى تحويل الوثائق مادة في صراعها مع "8 آذار". أما إعلام الحزب فلم يتورّع عن شطب الجانب المتعلّق بحلفائه من خطاب التخوين.

 

"حزب الله سيحول حياتنا جحيماً" قالها خليفة، و"حزب الله ورم في الجسم اللبناني" نقلتها "ويكيليكس" عن نجيب ميقاتي، و"نبيه بري يتقاضى 400 ألف دولار شهرياً من ايران وهو أغنى رجل في جنوب لبنان" قالها محمد عبيد للسفير الأميركي بحسب "ويكيليكس" أيضاً، و"حزب الله سيطيع رعاته الإيرانيين" نقلتها الوكالة عن النائب علي عسيران، ونقلت عن ابراهيم كنعان أن "فريقه ارتكب أخطاء جسيمة وأن عون يدرك أن حزب الله والمردة يعملان وفق الأجندة السورية".

 

هؤلاء كلهم ليسوا اليوم من "شيعة السفارة". فقط من يعترض على قتال "حزب الله" في سوريا هو من "شيعة السفارة".

 

أما ما استجد على صعيد العلاقة مع الولايات المتحدة فهو أيضاً خارج حساب التخوين. لم يسأل أحد لماذا شُطب "حزب الله" من لائحة "سي آي أي" للتنظيمات الإرهابية؟ ما هو الثمن الذي دُفع على طاولة المفاوضات الأميركية الايرانية؟ وقتال قاسم سليماني في العراق تحت غطاء من الطائرات الأميركية ليس بدوره جزءاً من جردة الحساب. "شيعة السفارة" هم فقط المعترضون على دور حزب الله غير اللبناني.

 

أن تدفع "يو أس ايد" لبلديات وجمعيات قريبة من "حزب الله"، فهذا أمر حلله الله والولي الفقيه، أما أن تتوقف المؤسسة الأميركية نفسها عن دعم جمعيات على خصومة مع الحزب فهذا مؤشر على نجاح الحزب وتفوقه في العلاقة مع السفارة، وهذا مبعث فخر واعتزاز، ولا يؤشر إلى خيانة.

 

هذا السجال كله بلا قيمة طالما أن المسألة في مكان آخر. فهل تذكرون ما قاله رامي مخلوف في بداية الثورة السورية؟ قال في حينها إن أمن اسرائيل مهدد في حال لم تتوقف الثورة السورية. هذا الكلام لم يُحسب بصفته صادراً عن خائن، فها هو مخلوف مقيم في متن الممانعة والمقاومة وإلى جانب رموزها. 

 

المهم بالنسبة الى الممانعة أن نحفظ الولاء للنظام وللحزب، ومن بعدها مسموح لنا أن نبيع مقاومة ونشتري نفوذاً وسلطة

المصدر: ناو