لم تكن الجولة الثانية من تصفيات «مونديال روسيا 2018» و «كأس آسيا 2019»، أفضل من سابقتها على الصعيد الفني، حيث واصلت المنتخبات المغمورة إحراج المنتخبات الكبيرة، وفي طليعتها «الياباني» أحد أفضل منتخبات آسيا في السنوات الـ15 الأخيرة الذي تعادل سلباً مع «السنغافوري» الذي يقل عنه في الإمكانيات بنسبة 1 إلى 100، وكذلك «الإيراني» الذي تعادل (1 ـ 1)، مع مضيفه «التركمانستاني» الضعيف.
ولم تبعد الانتصارات المتواضعة لمنتخبات كبيرة شبح الإحراج، إذ فاز «الإماراتي» بصعوبة بالغة على مضيفه المجهول كروياً «تيمور الشرقية»، بهدف وحيد متأخر، وكذلك الأمر بالنسبة لـ «الكوري الجنوبي» الذي تغلب على مضيفه «الميانماري» المجهول أيضا بهدفين نظيفين، و «الأسترالي» بطل آسيا الذي تخطى مضيفه المتواضع «القيرغيستاني» (2 ـ 1)، بينما واصل «الغوامي» الذي يشارك في التصفيات للمرة الأولى في تاريخه تألقه وحقق فوزه الثاني وكان على «الهندي» ليتصدر المجموعة الرابعة بست نقاط.
«الفلسطيني» الأبرز عربياً
كان «الفلسطيني» نجم المنتخبات العربية وأبرزها في الجولة الثانية بعدما حقق فوزاً كاسحاً على مضيفه «الماليزي» بسداسية نظيفة، علماً أنه خسر مباراته الأولى أمام «السعودي» في الرياض بهدف قاتل (2 ـ 3)، وجاراه «الصيني» بالنتيجة ذاتها في بداية مشواره باكتساحه مضيفه «البوتاني» بسداسية نظيفة أيضاً.
«اللبناني» يهدر 12 فرصة
أما «اللبناني»، الذي خسر بخطأ قاتل أمام «الكويتي»، في الجولة الأولى، فقد اكتفى أمس بهدفين نظيفين في مرمى مضيفه «اللاوسي» الضعيف، ولو وفق لاعبوه باستغلال الفرص التي سنحت لهم للتسجيل وقاربت الـ12 فرصة، لكان في النتيجة كلام آخر.
اكتفى «اللبناني» بهدفين في مرمى «اللاوسي» في العاصمة فيينتيان محققاً المطلوب بالنسبة للنقاط الثلاث، وهي نتيجة كان من المتوقع أن تكون أضعافاً لو تيسر لمهاجميه ترجمة ما لاح وطاب أمامهم من فرص، بعضها أسهل من السهل.
ولا عتب على «اللبناني» مقارنة بمنتخبات لعبت في «استادات» أخرى أمام منتخبات مشابهة، ما يؤكد أن كرة القدم تخون أصحابها، وان التقدير أحيانا قد لا يكون في محله، وهذا ما حصل مع «اللبناني».
منتخبات محترفة وعريقة تلعب أمام أخرى هاوية ومغمورة، وفي هذه الحالة فإن المحترف يتحول في مثل هذه المواقف إلى هاو، ما يعني انه لا عتب ولا من يحزنون على هذا الفوز، ولا ضير في أن يفوز «اللبناني» بهذه النتيجة فالمهم أن الفوز كان الهدف ليس إلا..
وإذا كان الهدفان قد فرّجا عن كرب اللاعبين والجهاز الفني وأعادا البسمة إلى شفاه اللبنانيين، فإنهما لم يرويا ظمأ الكثيرين ممن تابعوا «اللبناني» وهو يجول ويصول، في الملعب على هواه، ويطيح الكرات يمينا ويسارا وبين أيدي الحارس «اللاوسي».
وقد تكون المباراة نقطة انطلاق إيجابية لمرحلة قد تكفي لإعادة التقييم والإعداد، فالصراحة تتطلب القول إن المنتخب بحاجة إلى مثل هذا الوقت والى الكثير من إعادة النظر، إن على صعيد الهيكلية أو التركيبة الفنية التي تحتاج إلى ردع بعض اللاعبين الذين بدوا أمس بحاجة الى رادع، لأنهم لم يكونوا على المقدار المناسب من الجدية اللازمة التي يمكن لو تحلوا بها لخرجوا من المباراة بأكثر من ستة أهداف على الأقل.
والسؤال الذي يطرح نفسه: أين «لاوس» من لبنان؟ والجواب هو أن الفارق كبير جدا، وانه لا مجال للمقارنة بأي شكل من الأشكال فـ «اللبناني» قياسا على مهاراته وفنياته وتاريخه فإنه يتقدم بدرجات كبيرة للغاية على «اللاوسي» الهاوي.
ويمكن القول أيضا، لماذا لم يكن «اللبناني» مثل «الفلسطيني» أمس؟ فيكون الجواب أن كرة القدم هي أهداف، فنحن فشلنا في التهديف و «الفلسطيني» نجح في إتخام الشباك وهكذا دواليك.
وفي العودة إلى المباراة، يمكن القول إنها كانت من جانب واحد .. منتخب يؤدي بمستوى متطور، وآخر يلعب بعشوائية «كرة الحارات»، وللمقارنة فإن «اللبناني» لعب في منطقة صاحب الأرض طيلة التسعين دقيقة، بينما لم يسدد «اللاوسي» خلال هذه الفترة سوى كرة واحدة بين الخشبات الثلاث.
ويُعاب على «اللبناني» انه كان يهاجم من دون لاعب صريح وسريع وتعشق قدمه الشباك، في الوقت الذي كان حسن معتوق بمفرده صانع ألعاب من طراز المحترفين، فأين البقية الباقية، في التسديد والمهارة والتمرير الصحيح؟
صحيح أن محمد غدار لمس الكرة وهي في طريقها إلى المرمى، وصحيح أيضا أن فايز شمسين أحرز الهدف الثاني بمهارة عالية جدا، لكن الأصح أن يتواجد لاعب يعرف كيف يصيب في الوقت المناسب، وهذا ما لم نشهده في العديد من الكرات الأخرى.
وكنا نظن للوهلة أن الحل في اللاعبين الاحتياطيين وأن هناك المفتاح الذي يتمكن من خلاله المنتخب «الولوج إلى الشباك»، لكن وجود البعض لم يكن مقنعا أمام منتخب مبتدئ وغير ملم.
والمشكلة لم تكن عند رادولوفيتش الذي بدا عصبيا لعدم امتثال البعض لتطبيق ما يطلب منهم، بل بدت عند عدد من اللاعبين عندما لجأوا إلى الكثير من التمرير وإرجاع الكرة باستمرار إلى الوراء، ومن ثم الضعف والمعاناة في الجهة اليمنى التي لم يفعل فيها حسن المحمد أي شيء، كما عدم وجود لاعب الوسط المهاجم الذي يعرف كيف يقرب المسافات بين لاعب وآخر ويصنع الكرات للمهاجمين الذين كانوا في معظم الأحيان ضحية الوقوع بين أحضان المدافعين «اللاوسيين».. فإن عدم وجوده كان يؤثر على الهجمات.
وماذا لو لم يكن حسن معتوق موجودا؟ فهل كان العجز سيصيب منتخباً كاملا؟ فقد اتضح انه من الصعب الوصول إلى منطقة الخصم إلا إذا وُجد لاعب على هذا المستوى، ما يعني انه يجب التنبه إلى هذا الأمر في الجولات المقبلة.
بكر «اللبناني» في التسجيل لأن المعتوق خرق الدفاع «اللاوسي» في الدقيقة الأولى وحصل على ركلة حرة قرب المنطقة بعد ثلاث دقائق فسدد ولمس الغدار الكرة قبل أن تبلغ الشباك (4).
وكثرت الفرص التي أهدرت بشكل مريب فأطاح المحمد واحدة وحوّل شمسين كرة في أحضان الحارس، وأهدر حسن معتوق بطريقة غريبة، وانفرد محمد غدار فأضاع هدفا مؤكدا ثم لحقه شمسين بانفراد آخر قبل أن يرسل العمري رأسية في أحضان الحارس.
ورغم ان «اللاوسي» حاول توسيع رقعة انتشاره وشن الهجمات عن طريق الجهة اليمنى في الشوط الثاني، فإن «اللبناني» ظل ممسكا بالزمام بطريقة بطيئة، إذ لو انه تناقل الكرة بالسرعة المطلوبة لكان يمكن أن يزيد في الغلة.
ونجح معتوق عندما انتقل إلى الجهة اليمنى، ولاحت الفرص للمهاجمين الذين غابوا لبعض الوقت وكانت التمريرة الحاسمة من الأخير إلى «شمسين» الذي لحق بها بطريقة رائعة وغربل الحارس قبل أن يضعها في المرمى الخالي (74).
& مثل اللبناني: عباس حسن، وليد اسماعيل، جوان العمري، يوسف محمد، محمد زين طحان، حسن معتوق، رضا عنتر، هيثم فاعور، حسن المحمد (عباس عطوي)، محمد غدار (خالد تكه جي)، وفايز شمسين (حسن شعيتو).
÷ ترتيب المجموعة السابعة:
1ـ «الكوري الجنوبي»، 3 من 1.
2ـ «اللبناني»، 3 من 2 بفارق الأهداف.
3ـ «الكويتي»، 3 من 1.
4ـ «الميانماري»، 1 من 2.
5ـ «اللاوسي»، 1 من 2 بفارق الأهداف.
وهنا نتائج المباريات الأخرى في جميع المجموعات
المجموعة الأولى
حقق «الفلسطيني» النتيجة الأبرز بين المنتخبات العربية بفوزه الكاسح على مضيفه «الماليزي» بسداسية نظيفة توالى على تسجيلها بعدما خسر بصعوبة في الجولة الأولى أمام «السعودي» (2 ـ 3)، في الوقت الضائع بعدما كان متعادلاً معه (2 ـ 2).
من جهته، وجد «الإماراتي» وهو أحد ابرز العرب حالياً، صعوبة بالغة بتخطي مضيفه المتواضع «تيمور الشرقية»، بهدف وحيد سجله لاعبه الموهوب عمر عبد الرحمن قبل نهاية المباراة بعشر دقائق.
يتصدر «الفلسطيني» المجموعة بثلاث نقاط من مباراتين، بفارق الأهداف عن «السعودي» و «الإماراتي»، بينما يحتل «تيمور الشرقية» المركز الرابع بنقطة واحدة من مباراتين وخلفه «الماليزي» بفارق الأهداف.
المجموعة الثانية
وجد «الأسترالي» بطل آسيا صعوبة في الفوز على مضيفه المتواضع «القيرغستاني» بهدفين لميلي غديناك (2)، وتومي أور (67)، مقابل هدف لبايماتوف (90).
وتعادل «البنغلادشي» مع ضيفه «الطاجيكستاني» بهدف لمحمد أميلي حسن (50)، مقابل هدف لفاتخولو فاتخوليف (88).
يتصدر «الأردني» المجموعة بثلاث نقاط من مباراة واحدة، يليه «القيرغستاني» بـ3 من 2 بفارق الأهداف عن «الأسترالي»، ولم يحرز «الطاجيكستاني» و «القيرغستاني» أي نقطة.
المجموعة الثالثة
استهل «الصيني» مشواره خارج قواعده بفوز كاسح على «البوتاني» المغمور بسداسية نظيفة توالى على تسجيلها جو يانغ (45 و60 و76)، ولي وو (55)، وداباو يو (67 و83).
وفي مباراة ثانية، فاز «الهونغ كونغي» على ضيفه «المالديفي» بهدفين لديشوان جو (63)، وكا واي لام (68).
يتصدر «الهونغ كونغي» المجموعة بست نقاط من مباراتين، متقدماً على «الصيني»، 3 من 1، وعلى «القطري»، 3 من 1 بفارق الأهداف، بينما لم يحرز «المالديفي» و «البوتاني» أي نقطة من مباراتين.
المجموعة الرابعة
واصل «الغوامي» المغمور مفاجأته بفوزه على ضيفه «الهندي» (2 ـ 1)، سجلهما براندون ماكدونالد (38)، وترافيس نيكلو (62)، وللخاسر سونيل شهيتري (90 + 4)، بعدما استهل مشواره بفوز تاريخي على ضيفه «التركمانستاني» بهدف وحيد.
وتعادل «التركمانستاني» مع ضيفه «الإيراني» بهدف أناورزوف (45)، مقابل هدف لسردار أزمون (4).
يتصدر «الغوامي» المجموعة بست نقاط من مباراتين، متقدماً على «العماني»، 3 من 1، و «الإيراني»، 1 من 1، وكذلك «التركمانستاني»، 1 من 2، ولم يحرز «الهندي» أي نقطة من مباراتين.
المجموعة الخامسة
أهدر «الياباني» نقطتين ثمينتين في بداية مشواره في التصفيات بتعادله السلبي مع مضيفه «السنغافوري».
وكان «الياباني» قد فقد لقبه بطلاً لـ «كأس آسيا» بخسارته أمام «الإماراتي» بركلات الترجيح في ربع نهائي النسخة الأخيرة التي أجريت في استراليا مطلع العام الحالي.
وفي مباراة ثانية، فاز «الأفغاني» على «الكمبودي» بهدف وحيد لمصطفى زازاي (87).
وارتاح «السوري» في هذه الجولة بعدما كان قد اكتسح «الأفغاني» بسداسية نظيفة في الجولة الأولى.
يتصدر «السنغافوري» المجموعة بأربع نقاط من مباراتين، متقدماً على «السوري»، 3 من 1، و «الأفغاني»، 3 من 2، و «الياباني»، 1 من 1 بفارق الأهداف، بينما لم يحرز «الكمبودي» أي نقطة من مباراتين.
المجموعة السادسة
حقق «التايلاندي» فوزه الثاني وكان على حساب مضيفه «التايواني» بهدفين نظيفين لتيراسيل دانغدنا (21 و39)، ويتصدر المجموعة بست نقاط، بينما لم يلعب «العراقي» أي مباراة، لأن القرعة أراحته في الجولة الأولى، وجاء إيقاف «الاندونيسي» من قبل الـ «فيفا» ليريحه أيضاً في الجولة الثانية.
المجموعة الثامنة
حقق «الكوري الشمالي» فوزه الثاني، وجاء على حساب ضيفه «الأوزباكستاني» (4 ـ 2)، سجلها باك كوانغ ريونغ (4)، ويانغ كوك شول (16)، ورو هاك سو (34)، وري هيوك شول (36)، وللخاسر ايغور سيرجيف (53)، وساردور رشيدوف (79).
وتغلب «الفيليبيني» على «اليمني» بهدفين لباهادوريان (52)، ورامساي (74).
يتصدر «الفيليبيني» المجموعة بست نقاط من مباراتين، يليه «الكوري الشمالي» بفارق الأهداف، ثم «الأوزبكستاني» بصفر من مباراتين، فـ«البحريني» بصفر من مباراة و «اليمني» بصفر من مباراتين.

20 لبنانياً والسفير الكويتي بين ألفي لاوسي
& حضر المباراة نحو ألفي متفرّج بينهم حوالى 20 لبنانياً يتقدمهم السفير الكويتي نبيل راشد الدخيل، من أم لبنانية، بينما بدت مدرجات الإستاد فارغة بمعظمها.
& غاب علي حمام عن المباراة، وترك غيابه أثرا كبيرا على الجهة اليمنى لأن محمد زين طحان الذي لعب بدلا منه لم يؤد الدور المطلوب، فكانـت ثغرة المنتخب في الشوط الأول بارزة في مركز الجهة اليمنى.
& تفاجأ من في الملعب، وكذلك المعلقون عبر الشاشات، رفع الحكم المساعد رايته محتسباً ركلة ركنية عند تسجيل الهدف اللبناني الأول، فتوجه نحوه الحكم الرئيسي وقال له إن الكرة دخلت المرمى وليس هناك من ركلة ركنية، علماً أن الحكمين المساعدين ارتكبا أخطاء عدة خلال المباراة.
& من المنتظر ان تعود بعثة منتخب لبنان الى بيروت غداً عن طريق ابو ظبي.

رادولوفيتش: الفوز كان مهماً
أعتبر مدرّب «منتخب لبنان» المونتينيغري ميودراغ رادولوفيتش في المؤتمر الصحافي الذي أعقب المباراة، أن الفوز كان مهماً لاستعادة الثقة بعد الخسارة المباغتة أمام «الكويتي»، مشيراً إلى أن لاعبيه لم يستغلوا ما توافر لهم من فرص، ما يعني أن هناك مشكلة في إنهاء الهجمات.
وهنّأ رادولوفيتش منتخبه على الفوز، مؤكداً أن العمل سينصب في المرحلة المقبلة على سدّ ثغرات من منطلق الاستحقاقات المرتقبة.