هي ليست مشكلة سجلات النفوس في بعلبك والجوار وحدها ، وما حملته من أخطاء فظيعة أعادت المواطنين سنيناً  للوراء ، بل هي مشكلة إدارة عامة بأكملها في دولتنا لا تراعي في عملها حقوق المواطنين ومجاراة التطور لنرقى إلى مستوى الدول المتقدمة إذا لم نقل النامية.

أربع سنوات إستغرق نسخ سجلات النفوس القديمة في سرايا بعلبك والتي تحوي قيود عشرات الآلآف من المواطنين ، سجلات إهترأت تحت أقدام الموظفين الذين لم يبقَ واحد منهم إلا وداس أحدها ، بسبب الإهمال والإستلشاء المستشري في هذه الإدارة منذ زمن .

وأواخر الشهر الماضي حملت المديرة العامة للأحوال الشخصية في وزارة الداخلية سوزان خوري السجلات إلى سرايا بعلبك لتعلن عن إنتهاء نسخها وبدء العمل بها ، بداية لم تكن موفقةٌ أبداً ،إذ بدأت الأخطاء الكارثية تظهر مع المواطنين الذين بدأوا الإستحصال على أوراقهم الثبوتية وتتفاقم أكثر فأكثر.

تأنيث المذكر وتذكير المؤنث كإسم إبراهيم الموجود في السجلات الجديدة أنه مؤنث ، وتغيير في إسم العائلة لتصبح الشهرة تنسب لإسم الجد ، والأعزب أصبح متزوجاً والمتزوج أصبح عازباً كما حصل مع سلام رعد متزوجة ولديها ولدان ، وعند إستحصالها على إخراج قيد جديد وجدت نفسها عزباء ، وإسقاط أسماء كثيرة تُعد بالآلآف من القيود أبرزها عدم تدوين إسم مختار بلدة معربون عبد الغفار أسعد على القيود الجديدة ، وهو الذي شارك مع اللجنة المسؤولة عن صياغة السجلات الجديدة في تصحيح الأخطاء الواردة في سجل بلدته ، وأخطاء كثيرة وكبيرة في السجلات تنتظر تصحيحها .

كل يوم يعلو الصراخ في أروقة سرايا بعلبك من عائلات وأفراد أطاحت الأقلام بأسمائهم وحملَتها الكثير من الشوائب ، يتنقلون من موظف لآخر ، ومن محكمة لأخرى علَهم يجدون ضالتهم أو أيّ إثبات يعيد لهم هويتهم ولكن دون مجيب .

وهنا السؤال: من المسؤول عن هذه الفضيحة الكبرى في سجلات نفوس بعلبك ومن خلفها وزارة الداخلية والمديرية العامة للأحوال الشخصية ،هل إهمال الموظفين في السنوات السابقة، أم تعنت المديرة سوزان خوري التي رفضت عند نسخ السجلات أن تتشكل لجنة من مخاتير وموظفين على علم بتلك الدفاتر كي لا تقع ضحية الأخطاء التي وقعت بالفعل ، وعدم قبولها بالإحتفاظ بالسجلات القديمة كإرشيف يستفاد منه ، وما الهدف من زيادة أسماء وعائلات جديدة وشطب أخرى، وأين الرقابة في هكذا إجراءات تعني هوية المواطن وما يعرف عنه، والأبرز أين دور نواب المنطقة الغارقين في سباتهم متناسين شؤون وشجون مواطنيهم؟