ملاحظة إلى الذات: مفتاح السعادة هو الاحتفاظ باليوميات من خلال تدوين الأشياء التي تجعلك تبتسم”، بحسب المؤلف الدكتور ستيفان كلاين الذي يعتبر أنَّ “السعادة مهارة يمكن تعلُّمها مثل اللغة الأجنبية، وهي طريقة لتدريب أنفسنا كي نكون سعداء، وذلك عبر كتابة الأشياء الصغيرة التي تجعلنا فرحين كل يوم”.

وأضاف الدكتور كلاين، الذي حلل البحوث النفسية لكتابه “علم السعادة” (The Science of Happiness)، “في كثير من الأحيان كنت أكتب عن أطفالي الثلاثة الصغار، خصوصاً عندما كنت أعتبرهم في بعض الأحيان مزعجين بشكل لا يُحتمل”.

وتابع الباحث كلاين الألماني الأصل حديثه في مهرجان شلتنهام للعلوم قائلاً إن “عقوداً من الدراسة عن السعادة أظهرت أن من يعانون الاكتئاب غالباً ما يعتقدون أن لا مصدر للفرح في حياتهم”. وأضاف: “مجرد الجلوس في المساء وكتابة اللحظات التي شعرت فيها بالسعادة وبظروفها أمر بسيط بشكل لا يُصدَّق. والهدف من العملية هو ببساطة جعل الشخص أكثر وعيًا لهذه اللحظات عبر معرفة نفسه بشكل أفضل. حتى في حالات الاكتئاب الشديد هناك لحظات من السعادة، ولكن الشخص المكتئب لا يعتقد أنه يمتلك أو يمر بهذه اللحظات في حياته”.

ويشرح قائلاً: “إذا قررت أن تتبع هذه الخطوة، يمكنك حثُّ الآخرين على اعتماد هذه التقنية. فنحن نشعر بالسعادة عندما يفرز المخ مادة الأندورفين التي تثير مشاعر إيجابية، ووجد الباحثون أنَّ هذا الشعور يبرز لدى تحقيقنا أهدافاً خاصة بنا، وكذلك مساعدتنا شخصاً آخر لتحقيق أهدافه وأحلامه”.

وأشار الدكتور كلاين إلى أنَّه “لا يجب تدوين الأوقات التي شعرنا فيها بالحزن في المذكرات، فالذهاب عميقاً في المشاعر السلبية له تأثير غير صحي، إذ سيذكرك بأوقات صعبة خفت وبكيت فيها”. ورفض كلاين الفكرة التي اعتمدها سيغموند فرويد عن ضرورة الخوض في الحزن كي نشعر بالتسحن، حيث اعتبر فرويد أنَّ العقل يشبه طنجرة الضغط التي تحتاج إلى السماح للبخار بالخروج منها، إلاَّ أنَّ الدكتور كلاين قال إنَّ “هذا القياس مُضلِّل”.