إن الفراغ البلدي في الميناء قد شارف على عامه الثاني ، ممّ جعل المدينة تضج من هذا التقاعس ، وتنظم الحراك والتظاهر ، معترضة على "سخافة الوضع" ...

إذ أن الميناء هي من المدن السياحية بإمتياز ، غير أن الإجحاف بحقها وضعها في خانة التهميش واللا مبالاة  ...

 

أما عن الأسباب التي أدّت "لفرط البلدية"  حسب مصادر واكبتها من لحظة ميلادها للحظة إجهاضها ، فهي سياسية بإمتياز ،  حيث أن الإنقسامات على الساحة الشمالية أسقطت ثقلها وعبئها على العمل البلدي وإن استطاعت بلدية طرابلس التماسك "الركيك" مع الإستجابة للضغوطات كافة ، فبلدية الميناء لم تتمكن من ذلك ، لينتهي عهدها قبل أن يثمر .

 

وفي هذا السياق ، كان لموقع لبنان الجديد إتصالاً مع أحد الأعضاء السابقين في المجلس البلدي المنحل ، لتبيان منه الأسباب الواضحة لفشل البلدية ، ولمعرفة على أي أساس تظل الميناء سنتين بواقع الفراغ وما الحلول المطروحة .

في سياق الأسباب أكد لنا العضو السابق أنها عبارة عن مشاكل بين الأعضاء والرئاسة ، وأشار أنّ لها جانبين الأول سياسي (مستقبل – عزم وسعادة) ، والجانب الثاني يتعلق بخلافات حول طبيعة العمل البلدي .

وعن عدم انتخاب مجلس بلدي جديد حتى الآن ، أخبرنا أنه لا بلدية ما لم يكن هناك من انتخابات نيابية ورئاسية أولاً ، حيث أنه هناك 56 بلدية في مناطق وقرى لبنانية مختلفة تحتاج إلى إنتخابات ، فإن كانت الدولة قادرة على تنظيمها ، فهي بالتالي بإمكانها إجراء انتخابات نيابية !

لذلك العمل البلدي دخل أيضاً في حلقة الفراغ المستديمة  :

(رئيس جمهورية - انتخابات نيابية - انتخابات بلدية)

 

كما و وضح  لنا أنه لا يمكن تحميل أي من الطرفين (المستقبل أو العزم) دون الآخر مسؤولية عرقلة العمل البلدي ، مشيراً أنه في عام 2010 ، تمّ الإجماع السياسي على رئيس البلدية (محمد عيسى ) غير أن أحداث 2011 ، والمتمثلة بالتغير الحكومة أدت لنشوء الصراع  السياسي على الساحة الشمالية ، وفي العام 2013 وبناءً على هذا الصراع الذي أسلفنا ذكره ، جرت محاولات لسحب الثقة على مستوى البلديتين (طرابلس والميناء) غير أنها باءت بالفشل ، ففي طرابلس استمرت البلدية ، أما في الميناء فلم يكن هناك من حجب للثقة وإنما استقال 10 أعضاء إضافة لعضو سقطت عضويته عبر قرار في مجلس شورى الدولة  كونه موظف ، هذا الأمر الذي أدى لسقوط البلدية .

كما وشدد أن التغير الذي حصل مؤخراً في بلدية طرابلس (استقالة نادر غزال وانتخاب الرافعي ) ، هو مؤشر لبوابة التمديد الذي ستدخلها البلديات في ظل الشلل في الدولة .

 

وإعتبر العضو السابق في مجلس بلدية الميناء ، أن الميناء "منطقة خام" وهي من المناطق القلائل في لبنان ، مؤكداً أنها من أجمل المدن السياحية ولكن تفتقر لكل المقومات الأولية .

وأشار في هذا السياق أن المجلس عند انتخابه كان يعمل على إعادة إحياء هذه المدينة فأقام عام 2010 عدد من النشاطات والمهرجانات ...

غير أن الخلاف السياسي الذي وقع إضافة للمعركة بين الجبل والتبانة والتعطيل في البلد كل هذا أدى إلى عدم تحقيق الأمال .

معتبراً أن الميناء من المدن التي تتعرض للمظلمة أكثر من مرة .

 

وموقعنا لم يتوقف هنا ، بل أخذ يبحث عن الحلول لهذه الأزمة التي وقعت بها المدينة ، وفي هذا السياق أفادتنا مصادر ،  وبعد سؤالنا لأكثر من مطلع بالعمل البلدي عن الحل ، حيث أنه "من الكوارث" ترك الميناء "مهملة" لإشعار آخر خاصة وأن الجو العام للسياسة لا يبشر بإنتخابات نيابية .

وهذه المصادر قد أعلمتنا أن المحافظ يستطيع أن يقدم عدة حلول كونها يتمتع بالصلاحية ، ويستطيع أن يتولى الإدارة المحلية أو تسيير الأعمال ....

 

ولإستبيان الموضوع ، كان لموقعنا محاولة الإتصال مع محافظ الشمال رمزي نهرا ، غير أن مكتب المحافظ " أردفنا" ...

 

لذا من هنا نسأل السيد رمزي  نهرا ، إن كان بجعبتك حل لأزمة بلدية الميناء ، فهيا به ، فميناء طرابلس يستحق أن نخرجه من واقع "الإحتضار" ، وأن نعيد له "العباءة السياحية " ، التي مزقت أطرافها تجاذبات السياسة الرخيصة ...