تبيّن أن المراهقين الذين يتعرّضون للسخرية هم أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب عندما يصبحون في مرحلة البلوغ، وفقاً لبحثٍ جديد.  

"وجدنا أن المراهقين الذين عبّروا عن تعرّضهم غالباً للسخرية هم عُرضة مرّتَين أكثر للإصابة بالاكتئاب في عمر الثامنة عشرة"، وفق ما صرّحت به لوسي باوز، الباحثة في جامعة أوكسفورد الشهيرة في العاصمة الإنكليزية لندن، والمشرفة على الدراسة.

  أخبار ذات صلة على الأهل عدم تجاهل مشكلات أطفالهم السلوكية "زملائي يستهزئون بوزني في المدرسة!" عدوى الانتحار تؤثر في المراهقين اسمحوا لأولادكم المراهقين أن يرتكبوا هذه الأخطاء إذ وجد الباحثون ترابطاً بين الأمرَين، وليس علاقة مسبّبة ومؤثّرة أكيدة، كما أوضحت باوز، وشرحت أن "في مجال دراستنا، لا يمكننا أن نكون أكيدين أن السخرية تسبّب الاكتئاب، لكن دلائلنا تُظهر أن الأمر صحيح".  

  ولاكتشاف الارتباط المحتمَل، استعمل الباحثون معطيات نحو 4 آلاف مراهق استُبينت آراؤهم عمّا إذا كانوا عرضة للسخرية في سنّ الثالثة عشرة، ثم تمّ تقييم ما إذا أصيبوا بالاكتئاب في عمر الـ18.  

وجدت الدراسة أن حوالى 700 مراهق قالوا إنهم في عمر الـ13 تعرّضوا للسخرية في أغلب الأحيان، ونحو 15% منهم أصيبوا بالاكتئاب في عمر الـ18. أما المراهقون الذين عبّروا في عمر الـ13 عن تعرّضهم للسخرية أحياناً، فبلغ عددهم 1440، و7% منهم أصيب بالاكتئاب في الـ18. مقارنةً بالفئتَين السابقتَين، فقط 5.5% من المراهقين الذين لم يتعرّضوا للسخرية، أصيبوا بالاكتئاب في عمر الـ18.  

وجدت باوز أيضاً أن المراهقين الذين تعرّضوا للسخرية غالباً، عانوا الاكتئاب لمدّة أطول من غيرهم، إذ دام الاكتئاب لدى 10% منهم لمدّة تعدّت السنتَين. من جهةٍ أخرى، 4% فقط من المراهقين الذين لم يتعرّضوا للسخرية، عانوا اكتئاباً طويل الأمد.  

من الوسائل المعتمدة للسخرية، كان التوجه بالشتائم والصفات المهينة الأكثر شيوعاً، بعدما اختبره أكثر من ثلث المراهقين. وواحد من أصل 4، سُرقَت أمتعته. كذلك، تعرّض 10% منهم للضّرب. ولم تخبر أغلبية المراهقين الأستاذ في المدرسة عن الأمر، وما يقارب نصف المراهقين لم يخبروا أهلهم حتى. ولكن عندما وصلت السخرية إلى حدّ الأذى الجسدي للمراهق، أخبر ثلثا المراهقين شخصاً بالغاً عن الأمر، وفقاً للدراسة التي نُشِرَت في 2 حزيران الجاري في النسخة الإلكترونية من مجلة BMJ الطبية.

  ذكرت باوز أن دراساتٍ أخرى استنتجت ترابطاً بين مسألتَي السخرية والاكتئاب. وأضافت أنه إذا تبيّن أن السخرية هي عاملٌ مسبّب، فهي تشمل 30% من الأشخاص المصابين بالاكتئاب في سنوات بلوغهم الأولى.   إضافةً إلى ذلك، ظلّ الترابط بين السخرية والاكتئاب متوافراً، حتى مع تدخّل عوامل أخرى، مِثل المشكلات النفسية والسلوكية والأحداث المرهِقة، قالت باوز.  

وتطرقت جيلدا مورينو لدراسة جامعة أوكسفورد، وهي معالجة نفسية في مستشفيَين في مدينة ميامي الأميركية، قائلةً إن حقيقة خلاصات الدراسة تتبين في الحياة اليومية، "إذ يمكن الأولاد الذين تعرّضوا للسخرية خلال سنوات نموّهم أن يكتسبوا نوعاً من العجز، وهو عدم تمتّعهم بالقدرة على مقاومة السخرية منهم، وهو ما قد يؤدي للاكتئاب".  

لفتت باوز، في محاولة لإيجاد حلول، إلى أن على الأهل أن يتنبهوا لتَعرُّض ولدهم للسخرية، خصوصاً أنه لا يخبرهم ولا يخبر أساتذته في أغلب الأحيان. واقترحت أنه إذا كان متردّداً للذهاب إلى المدرسة، على أهله أن يتحدّثوا معه عن السبب، وأن يسألوه عن علاقاته مع زملائه.  

وأضافت أن على الأهل أن يصدّقوا ابنهم عندما يتذمّر من السخرية التي يتعرّض لها، وأن يتابعوا المسألة مع الإدارة في المدرسة.  

من جهتها، فالت مورينو إن المراهقين الوحيدين هم الأكثر عرضة للتعرض للسخرية، ونصحت بأن يشجّع الأهل أولادهم لنسج الصداقات، فيتشكل حولهم دعمٌ معنوي.