شَكّل الاستحقاق الرئاسي محورَ البحث الأساسي أمس بين رئيس مجلس النواب نبيه بري والموفد البابوي إلى لبنان الكاردينال دومينيك مومبرتي.

وأكّد بري لمومبرتي «أنّ هناك 3 دوَل قادرة على الاضطلاع بدور أساسي في شأن إنجاز هذا الاستحقاق، وهي الفاتيكان وإيران والسعودية، وأنتَ بصفتك السابقة (وزير خارجية دولة الفاتيكان) والحاليّة، تستطيع الاضطلاع بدور». وقال: «ليس صحيحاً أنّ المشكلة مسيحية - إسلامية ولا مسيحية ـ مسيحية، بل هي مشكلة مارونية - مارونية، وهي اليوم خلافاً للعام 2008 ترتبط بالشخص.  

عامَذاك كان محور مداولات مؤتمر الدوحة قانون الانتخابات النيابية وليس شخص رئيس الجمهورية، لأنّه كان متّفَقاً عليه.

أمّا اليوم فالمشكلة هي في الشخص، ونحن في ضوء ظروف المنطقة أكثر ما نحتاج إلى رئيس مسيحي وماروني، وإذا كان في الماضي لدى البعض ملاحظات على ذلك فإنّ الجميع اليوم يتشبَّثون برئيس مسيحي وماروني، ولو لم يكن موجوداً علينا أن نجدَه، فكيف إذا كان موجوداً؟

وهذا الأمر يُجمِع اللبنانيون عليه.   ولاحظ برّي «أنّنا اليوم أشبَه بمنزل محاط بأشجار بعضُ أغصانها يابس والنار تشتعل حولَنا ولا نعرف متى تصِل النيران إلى داخل المنزل. لذلك يجب الإسراع والإسراع والإسراع في انتخاب رئيس»، مؤكّداً أنّ في إمكان الفاتيكان بما له من موقع مؤثّر لعبُ دورٍ فاعل في المساعدة على انتخاب رئيس جمهورية جديد.  

وعندما قال برّي لمومبرتي «إنّ المجلس النيابي سيَجتمع غداً (اليوم) في جلسة جديدة لانتخاب رئيس للجمهورية»، ردّ عليه مومبرتي قائلاً: «إنّها الجلسة الرابعة والعشرون».

  وأشاد مومبرتي بدور برّي ورعايته الحوار الجاري بين تيار «المستقبل» و«حزب الله»، وقال له: «لو لم يجرِ هذا الحوار بمساعيك لمَا عرف لبنان هذا الاستقرار الأمني».  

وسأل مومبرتي برّي «هل إنّ الحوار المسيحي ـ المسيحي سيؤدّي إلى نتائج إيجابية كالحوار الذي ترعاه ؟»

فرَدّ قائلاً: «إنْ شاءَ الله». وعن موقف عون الداعي إلى إجازة حتى أيلول، قال برّي: «لا أحد أكبر من وطنه، إنّهم يفعلون اليوم الشيء نفسَه الذي فعلوه بمجلس النواب، فإمّا أن يدرَج هذا المشروع القانون أو ذاك في جدول الأعمال أو لا جلسة لمجلس النواب، وكذلك يفعلون الأمر نفسَه بالحكومة، فإمّا أن يتّخَذ هذا القرار أو ذاك وإمّا يعطّلون الحكومة».

وأضاف: «حتى ولو غابَ البعض عن جلسات مجلس الوزراء فإنّ الميثاقية متوافرة في الحكومة، وأنا باقٍ فيها وسأحضر، والحكومة ستستمرّ لأنّ ميثاقيتها متوافرة».  

وماذا لو قاطعَ البعض كـ«حزب الله» و«التكتّل» هل تستمرّ الحكومة ولا تتحوّل حكومة تصريف أعمال؟

أجاب برّي: «هذا متوقّف على رأي الرئيس سلام، لكنّني أعتقد أنّ مَن سيغيب سيتضرّر ولا يَلبث أن يعود إلى مجلس الوزراء بعد جلستَين أو ثلاث جلسات».