قيل لهم إذهبوا إلى سوريا، فالجيش السوري يملك الطائرات ، الدبابات والمدافع الجبارة، فضلاً عن دولتين كبيرتين تقف إلى جانبنا : روسيا وايران .

قيل لهم إذهبوا إلى سوريا سجلوا لتاريخكم الشخصي أنكم حاربتم في سوريا وتباهوا كما يتباهى الجندي الأميركي بالتجربة الفيتنامية..

قيل لهم ادخلوا سوريا فأنتم الأعلون وخصمكم ضعيف قليل الحيلة ولا يملك الدعم والخبرة، وحتماً ستنتصرون.

قبل لهم أن لا شيء في حمص، والجيش الحليف قضى على المقاتلين في بابا عمرو ولم يتبق سوى جيوب صغيرة سيقضي عليها في غضون أيام .

كذبت الوقائع كل ما قيل وكل ما سيق من كلام وخطابات لتحفيز الشباب الشيعي على الإنخراط في حرب لا أخلاقية ضد الشعب السوري وثورته لأجل غد أفضل قبل أن نسمع بالنصرة أو داعش ..

فلا الطائرة ولا الدبابة ولا المدفع تمكنوا من أن يكسروا إرادة الصمود عند السوريين الذين قدموا أسطورة قلّ نظيرها في مجابهة ـعتى قوى غاشمة مجرمة فاشية النزعة والتكوين .

إنتصر الشعب السوري منذ أن صمد أمام المهلة التي أعطاها أوباما المنافق لبشار الأسد كي يتمكن من هزيمة الثوار عسكرياً ، وتتالت بعدها المهل العسكرية وأثبت الشعب السوري حقه بالحياة والحرية التي لم يعرف قيمتها إلى الآن أوباما لأسباب ثقافية وإنسانية .

الآن في سوريا إرهاصات الإنتصار، والإرباك الأول هو أميركي ناتج عن التيقن من أن بشار بات بحكم الجسد المشلول الذي يلفظ أنفاسه الأخيرة .

الشعوب ستنتصر والوقت دائماً إلى جانبها ، قد تخسر المعركة تلو المعركة، لكن الإنتصار في الحروب مكتوب لها، والحسم مقيد على حساب تضحياتها..

الذي وقف ضد الشعب السوري وإستعمل الحجج الواهية خسر المعركة الأخلاقية قبل العسكرية وسيذكره التاريخ حيث يجب ان يذكره لأن التاريخ عادل في ذلك يعطي كلمستحق ما يستحق ...

لذا يقال أنّ للتاريخ مزبلة ...

 

(مجيد مطر)