إستنهض السيد حسن نصرالله همم عشائر وعائلات البقاع للدفاع عن القرى الشيعية وتحرير جرود عرسال من التكفيريين ، فلبّت العشائر الدعوى وأنشأت لواء القلعة العسكري برئاسة عقل حمية ، وأجنحة عسكرية أخرى على رأسها قائدي الحشد الشعبي نوح زعيتر وعلي نصري شمص أحد أبرز المطلوبين وتجار المخدرات .

إستنهاضٌ وإن كان في العلن بحجة عجز الدولة عن القيام بواجبها في عرسال ، لكنه يخفي شحناً مذهبياً وطائفياً نحو أهل عرسال ، وبالتالي أصبح أي عرسالي هدفاً للخطف على الطريق دون أي رادع ، وأعطاهم مبرراً للدخول إليها بأي وقت ،  كذلك شرّعنة السلاح المتفلت بيدها والذي تعتبره زينة الرجال ،و وضع المنطقة على شفر فتنة مذهبية .

 

 

ما إن إنتهى السيد من خطابه وفصلّه الحزب وفق أجندته ، حتى امتلأت شوارع بعلبك الهرمل بيافطات عليها كتابات وشعارات تلاقي خطاب سماحته مزيلةً بتوقيع عشائر المنطقة ، ولكن الأكيد أن حزب الله تكلّف عناء طباعتها وأجرتها وتعليقها .

 

 

يافطات هيجت الشارع الشيعي ضد السنة وليس عرسال وحدها، فوقعت إشتباكات بين عائلتين سنية وشيعية بزخم عشائري وخلفية سياسية ، ما أرهب الآمنين وأعادهم بالذاكرة الى السبت الأسود في أيلول ٢٠١٣، حيث وقعت معركة سنية شيعية سببها حواجز الأمن الذاتي لحزب الله آنذاك. والسؤال هنا: ما الذي دفع حزب الله إلى طلب نجدة العشائر في هذا الوقت ولطالما كانت نقيض الحزب، وهل وضعه العسكري في سوريا والقلمون أصبح مهتزاً وينقصه العديد ، وما هي نتائج هذا الشحن الذي ترجم قتيلاً وعدد من الجرحى بين أبناء الطائفة الواحدة أمس لمجرد أنهم لقوا من يغطيهم، وما هو مصير الخطة الأمنية التي ضرب بها حزب الله عرض الحائط ، والأهم ما هو مصير بعلبك الهرمل في الأيام القادمة وماذا يخبىء حزب الله .

بعلبك اليوم حزينة ، تغرق في بحر المذهبية المقيتة ، ولا مبالاة من العابثين ، تعيش رهينة التكالب السياسي الرخيص، فهل من معين؟