عند ما شارك وفد من حركة طالبان الأفغانية في مؤتمر الصحوة الإسلامية الذي أقيم في طهران في العام 2012 ، ونشر في الإعلام والمواقع صور لأعضاء وفد الحركة المشاركين في المؤتمر، كانت الوزارة الخارجية الإيرانية

منسقة مع الحرس الثوري، ولكن عندما صرّحت وكالة تسنيم التابعة للحرس الثوري قبل أسبوعين بأن وفداً من حركة طالبان زار طهران، نفت المتحدثة بإسم الخارجية، الخبر وأكدّ الناطق الرسمي بإسم حكومة الرئيس روحاني على

أن من غير المعقول زيارة وفد من طالبان، إلى إيران، وكأن زيارة هذا الوفد تُعدّ من القضايا العقلية، فضلاً عن أن جميع ما يقوم به الحرس الثوري لا يتبع إعتبارات عقلية.

هذا وأكدّت حركة طالبان في نشرتها الداخلية على تحقق تلك الزيارة معتبرة أنها جزء من الزيارات العادية التي تقوم بها الحركة لمختلف البلدان .

وسبقت تلك الزيارة إفتتاح مكتب لحركة طالبان في مدينة زاهدان مركز محافظة سيستان بلوشستان، شرقي البلاد قبل عامين، أي ستة أشهر قبل مجيء الرئيس روحاني، وفق تقرير صحيفة ديلي تلغراف. وفي سياق الكشف عن علاقة

إيران وحركة طالبان، نشرت صحيفة كيهان الفارسية تصدر من قبل معارضين ملكيين، من لندن، في الاسبوع الماضي، تقريراً يفيد بأنّ العلاقات بين الطرفين، تكتنفها السرية والحيطة .

وأجرت صحيفة كيهان، حواراً مع مسلم شيرزاد، مؤلف كتاب حركة طالبان من وراء النقاب، يؤكد الكاتب الأفغاني خلاله بأنّ إيران تتابع من وراء علاقاتها مع الحركة، مصالحها القومية.

ويقول شيرزاد إنه في مقابلته مع السفير الإيراني في أفغانستان، سأله عمّ إذا تعتبر إيران، حركة طالبان، كعدو لها، تملّص من الرد على السؤال ولكنه بعد إلحاحه، ردّ بشكل متحفظ بالقول، إنّ جميع الفئات والجماعات التي تهدد

مصالحنا القومية، هم أعداؤنا، مما استوحيت أنه لا يريد التصريح بأنّ طالبان عدو لإيران، ولما سألته عمّ إذا تصنف إيران حركة طالبان في عداد الحركات الإرهابية، ردّ بالقول، إننا لن نعتبر الشعب الأفغاني، إرهابياً .

ولكن الصحافي الأفغاني يعود ليستفسر السفير الإيراني عمّ إذا يعتبر طالبان جزءاً من الشعب الأفغاني وأنها ليست إرهابية ، وليست عدوًا لإيران، ممّ جعل السفير يعتبر أنّ من يقتل الأبرياء، إرهابي .

ويستخلص شيرزاد بأنّه أحسّ بأنّ إيران لا تريد أن تعبر عن حركة طالبان، بأنّها إرهابية أو عدو .

ويرى شيرزاد بأنّ إيران تحتاج إلى حركة طالبان، لمنع تمدد حركة داعش الإرهابية التي تعتبرها صنيعة للمملكة العربية السعودية والولايات المتحدة، ومكافحة داعش لن تتم إلا عبر حركة مشابهة لها، خاصة في ظروف تشعر تلك الحركة -أي طالبان- بالخطر من قبل داعش، التي مشروعة للتمدد إلى أفغانستان .

ولهذا تريد إيران، أن تستغلّ طالبان وكيلاً لها في الحرب ضد تنظيم داعش، الذي بعنفه جعل العالم ينسى جرائم طالبان. إيران متخوفة جداً من تمدد داعش إلى أفغانستان، ممّ يجعل حدودها الشرقية غير آمنة، ولهذا فإنها مضطرة

للتنسيق مع طالبان، كما أنّ الإتفاق الأمني الذي تمّ بين حكومة أشرف غني أحمد زي، والولايات المتحدة يشكل مصدر قلق لإيران وطالبان .