تخوض الجمهورية الإسلامية الإيرانية وحزب الله وحلفاؤهما في العراق وسوريا ولبنان واليمن والبحرين ودول أخرى في المنطقة معركتين متوازيتين ، الأولى ضد تنظيم داعش والقاعدة وجبهة النصرة وإخواتهم مع وجود فارق ما بين كل تنظيم وآخر، والثانية ضد المملكة العربية السعودية وحلفاؤها كتركيا وقطر ومصر، مع وجود تقاطع او اختلاف أحياناً بين الجبهة الأولى أو الثانية، وأما أميركا وغيرها من الدول الكبرى فهم يتقاطعون مع إيران وحزب الله في المعركة ضد داعش في العراق مع الإختلاف بمستوى التنسيق والتعاون ، ويختلفون معهم  أحياناً في المعارك الأخرى وخصوصاً في اليمن  وسوريا .

وأما بالنسبة للصراع مع السعودية وداعش ففي كثير من الأحيان يمزج الخطاب لدى إيران و حزب الله وحلفاؤهما بينهما وكأنهم فريقاً واحداً ، ويعتبر هذا الخطاب أنّ الفكر الوهابي هو المشترك بين السعودية وداعش والنصرة والقاعدة.

وإن كان هذا المزج او الخلط هو عمل تبسيطي سواء على المستوى الفكري أو السياسي أو الميداني، قد يكون صحيحاً أنَ تنظيم داعش والقاعدة والنصرة ومن يشبههم قد استفادوا من الفكر الوهابي لكن هناك تباينات حاليا بينهم اولاً ، وبينهم وبين  السعودية ثانياً  في الأداء وفي السياسة وعلى صعيد المصالح، وكان الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله وبعض قادة الحزب يرددون دوماً إن داعش والقاعدة هي الخطر المستقبلي على السعودية حتى لو أنّ السعودية دعمتهما أحياناً من أجل مصالحها .

وما جرى مؤخراً في السعودية من تفجير ضد أحد مساجد الشيعة والموقف السعودي الرسمي المدين للتفجير يؤكد وجود تباين بين الفريقين ، كما أنّ السعودية لم تعد حالياً على المستوى الرسمي تتبنى نظرية الفكر الوهابي في تكفير المسلمين  الشيعة وإلا لو أنّها تتبنى هذا المنطق لكانت منعت المسلمين الشيعة من الحج إلى بيت الله الحرام ولكانت قاتلت مواطنيها من المسلمين الشيعة المقيمين في العديد من مناطق المملكة .

طبعا هناك خلاف سياسي وفكري ومصالحي بين إيران وحزب الله وحلفاؤهما من جهة وبين السعودية وحلفاؤها من جهة أخرى حول العديد من الملفات والقضايا وخصوصاً بشأن الوضع في اليمن والبحرين وسوريا ، لكن بالمقابل هناك تعاون وتنسيق بين حزب الله من جهة وبين تيار المستقبل وهو حليف للسعودية على الصعيد اللبناني .

كما أنّ العلاقات بين إيران وحزب الله من جهة  ، وبين السعودية  من جهة أخرى لم تكن دوماً علاقة صراع وحروب بل مرّت بفترات من التعاون والتنسيق بينهم .

لذلك قد لا يكون مناسباً اليوم جمع السعودية وداعش والنصرة والقاعدة في صف واحد على قاعدة أنّهم من مرجعية فكرية وهابية واحدة لأن هناك تمايز بينهم سياسياً وفكرياً ، وثانياً إذا كانت إيران وحزب الله يعتقدان أنّ تنظيم داعش هو الخطر الأساسي عليهم في سوريا والعراق وكذلك هو الخطر المستقبلي على دول عربية أخرى كالسعودية ومصر واليمن والأردن وبقية دول الخليج ، فلماذا لا يتم إعادة النظر بطريقة إدارة المعركة والعمل لتفكيك جبهة الأعداء وإعطاء الأولوية للمعركة ضد داعش والسعي للبحث عن حلول سياسية مع السعودية وحلفاؤها  ولو أدى ذلك لتقديم بعض التنازلات في بعض الملفات.

هذه أفكار للحوار والنقاش وليس لإطلاق الإتهامات وكل الأمل أن تحظى بحوار هادىء وعميق بعيداً عن الإتهامات المسبقة والله على كل شيء شهيد .